كأنها صرخة فناننا الراحل كمال الشناوى فى فيلم الكرنك، بعد أن سقطت دولة مراكز القوة حين قال كمعتقل: «كلنا مجرمين.. كلنا ضحايا».. الفارق الوحيد إن باقى نجوم الرواية الرائعة الذين كانوا يلعبون أدوار الوطنيين نزلوا عليه بالجرادل والمقشات، والأيادى.
لأنها جملة نبت كذا.. وكذا.. يبدو أنها ستظل خالدة ما دام الفساد يعيش بيننا.. وكمان بضمير مستريح.. يا خرابى يا جدعان؟!
بقى معقول اللى بيحصل ده، بعد هزيمة نكراء فى تصفيات الأولمبياد ومن فريق كان الكل يعول عليه كثيراً كمستقبل لهذا البلد؟!
اتحاد الكرة يقف موقف «المحايد».. آى والله.. راجعوا كل التصريحات، منذ مباراة نيجيريا.. لأ.. لأ.. وقبلها كمان.. عارفين إمتى.
نقول لحضراتكم.. منذ رفض حسام البدرى المدير الفنى، ومعه مشرف الفريق حمادة المصرى.. أن يسافر الأرجنتينى كوبر إلى السنغال ليراقب الفريق المصرى.. فريق «المستقبل».. وأن يراقب بالمرة الفرق التى تمثل المدارس الكروية الأفريقية؟!
وقف الخلق فى اتحاد الكرة، ينظرون كيف رفض البدرى، بل قال اللى يقول إن كوبر يسافر يبقى مجنون.. جاهل.. حاجة كده؟!
الأصل فى الاتحادات التى تدير الكرة بحسابات احترافية ووطنية.. أنه كان يجب أن يسافر «كوبر» كمدير فنى للفريق الأول، اللى كل الشغل فى منتخبات المراحل السنية، وبالتالى قطاعات الناشئين والشباب بالأندية، بل الدورى العام نفسه يفترض أن يكون لحساب المنتخب الأول ممثل مصر فى المحافل القارية والدولية، فيعنى إيه ممنوع السفر؟!
مش كده.. وبس حضرتك.. لأ.. ده كمان كان لازم يسافر د. محمود سعد المدير الفنى للاتحاد، هو من ناحية، وكوبر من ناحية أخرى يتابعان.. ويشاهدان.. ويعايشان الكرة السمراء.. وعند العودة.. توضع تقارير فنية عن التطور الذى تشده الكرة السمراء، وبالطبع التدهور الذى يتواصل فى الكرة المصرية.. هذه «التقارير» حق أصيل للاتحاد المصرى ومن ضمن «الأجرة».. أو الراتب يا بهوات، لكن الاتحاد وقف موقف المتفرج، ولم يخرج لنا أحد ليقول.. كوبر هايسافر وسعد كمان.. وللإيضاح طبعاً لهما عمل خاص.. هانوضحه لسعادتكم!
• يا سادة.. سفر كوبر وسعد، لم يكن من أجل الجلوس مع اللاعبين، لا فى الفندق، ولا فى المحاضرات، ولا فى المباريات بغرفة خلع الملابس.. علشان ماحدش يستهين بعقولنا، ويقولك ده كان يبقى تشتيت؟!
• يا سادة فكرة الحياد تعنى أن اتحاد الكرة لا يستطيع المحاسبة.. ارجعوا لأول بيان عقب الهزيمة المهينة الذى بدأ بالآتى: «توجيه الشكر لحسام البدرى».. وعلى استحياء.. مهمته انتهت، صحيح.. إن توجيه الشكر واجب ولطيف.. إنما هل هذا هو بيان الوكسة.. يبدأ بالشكر؟!
• يا سادة.. هل سمعتم عن أى ردة فعل لما أعلنه البدرى عقب الخروج من التصفيات، بأنه سيكشف المستور؟!
ألم ترَ الجبلاية أى إهانة فى عبارة «كشف المستور».. وترى ما هو المستور.. وهل يمكن أن يفهم أى معنى، غير أن البدرى ماسك على اتحاد الكرة ذلة، بالبلدى كده؟!
• يا سادة.. لن نذهب إلى تقطيع هدوم بعض.. بأن نقول إن البدرى وجهازه حاسبونا على «3.5» مليون جنيه كثمن لكل نقطة أحرزها المنتخب معه، لأن مجموع رواتب البدرى والجهاز هو 7 ملايين جنيه.. والرصيد نقطتان من تعادلين أمام الجزائر ونيجيريا!
الأرقام فى عالم الكرة تعتبر عادية جداً.. إنما هل يسمح لنا الجبلايون، بأن نطلب كشف حساب كامل عن مصاريف هذا الفريق، وأيضاً ربطها بالمردود النهائى وهو انتكاسة جديدة للعبة؟!
ما أحاول طرحه، هو أن نترجم حجم الإنفاق إلى بيان.. حتى نكون فى المرات المقبلة مستفيدين، لأن يكون الصرف مقابل الفوز أو حتى مظهر كروى مشرف، كأن نخسر، ذى كل خلق الله، بمعنى وجود فريق يلعب ويحاول ويقدم مستوى يجعل المتابعين يرون أن خروج الفراعنة كان مفاجأة.. أو أن تمثيل أفريقيا الأولمبى بدونهم أقل مستوى.. كبديل عن وصف الكرة المصرية، بأوصاف تحرج، وتكسف من نوعية كالعادة المصريون لم يستطيعوا الوصول بأداء باهت، ودون طريقة، ولا خطة يراه المحللون منسوبة لمصر الكروية.. مش كده.. برضه؟!
•يا سادة يا كرام.. وحياة النبى اضحكوا مع اتحاد الكرة.. وهو يترك رئيسه الراجل المحترم الطيب البعيد تماماً عن مستوى طموحنا الكروى، ليقول: «لن نغادر الجبلاية.. ولن نرضخ للمتربصين»!
متربصين مين.. وإيه اللى عملوه.. ناقص تقول إن المتربصين عملوا للفريق «عمل» اسود ومنيل بستين نيلة.. ودفنوه فى مقابر الصدقة بالغابات والأحراش، حيث تدفن الأسود اليتيمة اللى ما لهاش حد؟!
• يا سادة يا أفاضل جداً.. هل رأيتم تصريحات رئيس الاتحاد، وعنوانها «الذين رحبوا بالبدرى.. يهاجمونا الآن»!
طيب يعنى إيه يا عمنا.. تقصد تقول إنكم تعاقدتم مع البدرى تحت ضغط المرحبين؟!.. اللى طبعاً تقصد إنهم الإعلام وفروعه.. ولا.. إيه.. مش فاهمك؟!
أيضاً ركز على أن قرار اختيار البدرى كان صائباً %100.. ماشى.. طيب إيه اللى حصل.. وهل معكم تقرير؟!
الحكاية غير المفهومة.. إن كل الاتحادات فى العالم عندها لجنة فنية.. مش «مدير فنى».. لا يملك.. نعم لا يملك.. أن يراجع مع المدير الفنى أى ملاحظة؟!
طبعاً يراجع.. حضرتك قرأت صح.. لو فيه لجنة فنية يقودها مثلاً د. طه إسماعيل.. كانت هاتسأل البدرى ليه بيلعب «عوض» المركون.. ومابيلعبش حارس المقاصة اللى فريقه على رأس أندية الدورى.. مش كده برضه؟!
• يا سادة.. مازالت مصراً.. أن الحل الآن عند الأندية الكبرى.. عليها سحب الثقة.. ثم اختيار نظام محترف موجود فى كل الدنيا.. مش من اختراعنا قبل الانتخابا!
• يا سادة فى الدولة.. اعملوا أى حاجة المهم ألا تتعدى أصوات الجمعية العمومية أندية الممتاز والدرجة الأولى، مش جمعية عمومية «تعاونية»!
• يا سيادة رئيس.. أقولك إيه.. هل أنت كجمال علام المصرى من الصعيد.. راضى وحياة ربك.. باللى الكورة المصرية فيه؟!
هل أنت مقتنع وراضى ضميرك.. راجع كل شىء.. الدنيا مابدمش لأحد.. وبلاها حكاية الشيخ طلحة فى السنغال عن طاعة أولى الأمر فى الجبلاية.. إذا لم تخافوا من الناس.. خافوا ربنا فى مال البلد.. ده زى مال اليتامى والله!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حكاوى الغزولى
الثواب والعقاب هو الحل