وما زلنا بعد ثورتين أطاحتا بالنظم الديكتاتورية العقيمة والمستبدة نتجرع مرارة الموروثات التى تشبع بها وتشكل على أساسها السلوك والأداء فى كل المؤسسات خاصة الحكومية بشكل تلقائى لا يجد فارسًا مغوارًا يرفع سيفه ليقتلعه من جذوره ويمحى سلبيات آثاره !
فما زالت الصورة منقوصة، حيث يتصدرها دائمًا وأبدًا قيادات الصف الأول الذين يتبادلون المواقع والمناصب الحساسة دون غيرهم وإلى أجلٍ غير مسمى إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولاً!
فعلى سبيل المثال لا الحصر: تجد اليوم وزير التنمية المحلية كان هو نفسه وزيرًا للتربية والتعليم سابقًا، وغيره الكثير ممن يترك مكانه هنا ليسكن مكانًا آخر هناك مثل لعبة الشطرنج دون أن يأخذ التطور الطبيعى دورته بين الأجيال !
فقد جرت العادة منذ عشرات السنوات على وأد كل مسئول لمن يمكن أن يكون خلفًا له يومًا بل وإقصائه فى كثير من الأحيان إن كان متميزًا أو مؤهلاً للقيادة فيما بعد !
ألم يكن أجدر بكل قيادة مخلصة فى خدمة الوطن بحق أن تجعل من تأهيل وإعداد كوادر وقيادات الصف الثانى منهجًا أساسيًا وتعلم جيدًا أن دوام الحال من المحال وأنه سيأتى يومًا لا محالة يجد الوزير أو المسئول الكبير نفسه فى مرحلة سنية وصحية لا تسمح له بمتابعة مهام مسئوليته كما ينبغى وأنه بمقتضى الأمانة والمهنية عليه الاعتراف بذلك والاختيار الأمثل لمن سيخلفه فى تولى المهام ممن قام بإعدادهم، وتأهيلهم بنفسه وبالتالى قد يمنحهم. ثقته ويقدمهم. لأولى الأمر وهو مرتاح الضمير؟
لكننا وبكل أسف ما زلنا نعانى استبداد وأنانية القادة، هؤلاء الذين وضعوا الرئيس فى موقف لا يُحسد عليه عندما قرر تغيير الحكومة بعد أن ضاقت بتحمل المسئوليات الجسيمة فى تلك الأوقات العصيبة، وجد نفسه محصورًا بين عدد قليل جدًا من الأسماء، مُضطرًا للاختيار بينهم. فقط، فكانت النتيجة أن تشكلت حكومة جديدة لتتدارك أخطاء القديمة بنفس الأداء والعقليات وبنفس الوجوه التى لم تلبث أن تختفى لبرهة ثم تعود مجددًا فى ثوبٍ جديد !
نداء لسيادة الرئيس: نرجو من سيادتك ضرورة التوجيه الحاسم لأفراد الحكومة الحالية بسرعة إعداد برامج لتأهيل وتدريب قيادات الصف الثانى وكذلك الثالث ليكونوا خلفاً لسابقيهم بكفاءة أعلى وأداء أفضل، ومعاقبة كل مسئول يثبت أنه ما زال مستمرًا فى غيه مستمرًا في أنانيته للاستحواذ على المشهد دون خلف جاهز يشرف على جاهزيته بنفسه، فلم يعد يليق بمصر هذه الصورة الباهتة التى يتصدرها قلة مستهلكة تنحصر أعمارها بين الستين والسبعين فحسب، كما لو كانت مصر عدمت الشباب ومتوسطى العمر الذين يشرف السيد صاحب المكانة الرفيعة على دفنهم أولاً بأول !
سيادة الرئيس: فلنعقد مصالحة جادة مع الشباب فهم الأمل والمستقبل والإبداع والحماس، ولنطوى صفحات الماضى بكل ما تحمله من مسببات الفشل والتراجع والإقصاء ولنفتح معًا صفحة جديدة من المشاركة الجادة وإتاحة الفرصة الكاملة لروح وإبداع وحماس شباب مصر لننطلق معًا إلى ما نتطلع إليه جميعًا وما يليق بمصر بعد ثورتين .
دينا شرف الدين
سؤال للحكومة الموقرة: أين قيادات الصف الثانى والثالث؟
الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 08:07 م