مع تصاعد الخلاف "الروسى-التركى".. أوروبا تفضل الشراكة مع القيصر على الانحياز للأتراك.. ومراكز الأبحاث الأوروبية تحذر من الانسياق وراء تهور أردوغان.. ورئيس تركيا يستخدم اللاجئين للضغط على القارة العجوز

الأربعاء، 09 ديسمبر 2015 05:06 م
مع تصاعد الخلاف "الروسى-التركى".. أوروبا تفضل الشراكة مع القيصر على الانحياز للأتراك.. ومراكز الأبحاث الأوروبية تحذر من الانسياق وراء تهور أردوغان.. ورئيس تركيا يستخدم اللاجئين للضغط على القارة العجوز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
تحليل تكتبه: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع تصاعد الحرب بين روسيا وتركيا، على إثر إسقاط الأخيرة طائرة حربية للأولى على الحدود السورية، بزعم انتهاك المجال الجوى التركى، انشغلت وسائل الإعلام التقليدية، منها والاجتماعية بالحديث عن تداعيات الأمر وربما اتخذ الأمر منحى شعبويا خاصة من قبل المعلقين على وسائل الإعلام الاجتماعية.

انقسم المصريون إلى فريقين أحدهما يتخذ جانب روسيا، والآخر يضخم من قوة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، باعتباره حليفا للغرب ودولته عضوة فى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، بل ذهب البعض إلى الاعتقاد بأن الناتو ربما يخوض حربا ضد روسيا دفاعا عن تركيا.

أزمة اللاجئين


ربما يكون الناتو فى احتياج بالفعل لأن يدعم أنقرة وبالتأكيد تحتاج أوروبا لتعاونها من أجل وقف تدفق اللاجئين الفارين من ويلات الصراع فى سوريا والعراق، حيث تمثل تركيا بوابة العبور الرئيسية لأوروبا.

وقرر الاتحاد الأوروبى، هذا الأسبوع، منح الحكومة التركية دعم بقيمة 3.1 مليار يورو لاحتواء أزمة اللاجئين بحيث يبقون داخل حدودها دون أن يتسللوا إلى أوروبا.

ومع ذلك فإن رد فعل الناتو منذ إسقاط الطائرة الروسية يأتى على عكس الكثير من التوقعات، إذ التزمت المنظمة العسكرية الدولية التهدئة، وبينما أعربت عن دعمه لتركيا باعتبارها عضو، لكن تجنبت القيادات أى توتر أو مواجهة مع روسيا بل التزمت الصمت حيال الحرب الكلامية التى دارت بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وأردوغان، بعد اتخاذ الكرملين إجراءات اقتصادية عقابية ضد أنقرة.

داعش تهديد مشترك


فعلى الرغم من العلاقة الوثيقة بين تركيا والناتو، لكن بعد هجمات باريس، نوفمبر الماضى، التى أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصا، بات الغرب يتطلع للتعاون مع بوتين لحل الأزمة السورية ومواجهة تنظيم داعش، الذى أصبح خطرا وتهديدا مشتركا.

برز هذا فى بعض التصريحات الرسمية ومن بينها تعليقات عضو البرلمان الأوروبى والمتحدث عن الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبى قائلا: "إننا نقف إلى جانب حلفاؤنا الأتراك بشان ضرورة احترام مجالهم الجوى إذا ثبت حدوث انتهاك، لكن هذت الاتفاق الدولى المشترك بشأن مكافحة داعش وحل الصراع فى سوريا هو أكثر إلحاحا وضرورة".

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فإن مسئولى الناتو يشعرون بالغضب من قرار تركيا المتهور بإسقاط الطائرة الروسية، رغم أن حالات الاختراق البسيطة لأجواء الدول أمر شائع وعادة ما يتم التسامح معه، هذا الغضب ساد أيضا على مراكز الأبحاث الأوروبية وأبرزها "المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية"، الذى وصف الفعل التركى بأنه لعبة خطيرة وغير مسئولة.

خطورة اللعبة التركية


فيما يؤكد أولوية التعاون مع روسيا بشأن سوريا باعتبارها العامل الرئيسى فى حل أزمة اللاجئين، أكد المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية فى تعليق صدر، عقب إسقاط الطائرة الروسية، أن على الناتو أن يعى لخطورة اللعبة التركية وحذر من الإضرار بما وصفه المصلحة الأوروبية فى التوصل إلى تسوية مع روسيا بشأن الأزمة فى سوريا.

وذهب إلى القول بأن تركيا تشعر بالحنق جراء التدخل الروسى فى سوريا ضد داعش، وتحديدا قصف الطيران الروسى لمستودعات النفط ومسارات الشحن التى تسمح لداعش بتمويل نفسه، عبر تهريب وبيع النفط لتركيا.

تهريب النفط لتركيا


وأضاف المركز البحثى، الذى يلعب دورا فى صناعة القرار الأوروبى، أن هذه التجارة هى استراتيجية رئيسية لتركيا التى حاولت تحييد داعش، بينما تستهدف طائراتها بشكل رئيسى الأكراد.
وتابع أن لعبة تركيا المزدوجة باتت مبتذلة وبالية، محذرا الناتو من اتخاذ أى موقف متهور فيما يتعلق بالتوتر الناشب بين موسكو وأنقرة.

وقال المركز البحثى الأوروبى إن هذا يضرب مباشرة المصلحة الأوروبية فى التوصل إلى تسوية مع روسيا بشأن سوريا والأولوية الاستراتيجية الخاصة بإشراك موسكو فى تحالف سياسى بالشرق الأوسط، كما حذر أيضا أن تركيا استطاعت أخذ أوروبا كرهينة فيما يتعلق بقضية اللاجئين.

الشراكة مع روسيا تصب فى مصلحة أوروبا


ورأى أن إظهار الناتو أى دعم لتركيا بشأن خطوتها الاستفزازية وغير الحكيمة، سوف يقضى على أى آمال فى تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة السورية، ولم يتوقف المجلس عند تركيا فقط بل أشار إلى أنه يجب على أوروبا إبلاغ أوكرانيا أن عليها التعايش مع جيرانها الروس وعدم إشعال الصراع.

هذا الرأى تبعه أيضا تأكيد المعهد الملكى للشئون الدولية "تشاثام هاوس"، على أن يلعب الناتو دورا فى دحض المواجهات بين روسيا وتركيا، مضيفا أن حلف شمال الأطلسى عليه البحث عن بدائل للتفاوض بشان الحوادث منخفضة المستوى بين الدول الأعضاء والشركاء، إذا كان يأمل فى بناء تحالف متماسك لمكافحة داعش.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي

تدافعون على روسيا رغم تدميرها السياحة والاقتصاد المصري

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة