أصدق وأعذب وأحزن وأنبل عبارة قرأتها منذ سنوات، العبارة التى نطقتها بعفوية وبصيرة خطيبة الشهيد وليد عصام بعد معرفتها بخبر استشهاده فى الهجوم الإرهابى الخسيس على العريش. عبارة الفتاة المصرية المكلومة فى حبيبها ومستقبلها امتداد مباشر للأساطير المصرية الخالدة، امتداد لإيزيس التى صنعت النصر من الهزيمة وخاضت معركة الخير ضد الشر، فضمنت استمرار الحياة فى مصر القديمة.
إيزيس الجديدة عبرت بصدق وحزن نبيل عن مشاعر وعزيمة أهالى الشهداء جميعا: «كان فرحنا بعد شهور قليلة وكنا مخططين لمستقبلنا يوم بيوم بس حسبى الله ونعم الوكيل فى المجرمين القتلة»، أهالى الشهداء الذين انتظروا بقلوب مكلومة ونفوس صابرة بالساعات فى مطار ألماظة حتى يلقوا النظرة الأخيرة على الأبطال الذين قضوا دفاعا عن وطنهم، يعرفون جيدا أن الشهداء تلقوا الرصاصات نيابة عنا جميعا.
معنويات أهالى الشهداء ومعارفهم وجيرانهم خير شاهد على انتصار بلدنا الحتمى فى المواجهة مع الشر والإرهاب، كل مشيع فى جنازات الشهداء بالمحافظات، يتمنى لو كان فى موقع الشهيد، يتمنى لو أمسك بندقية ويساند إخوانه المرابطين فى سيناء يصدون هجمات المخابرات الإقليمية والدولية وأطماع الأعداء التقليديين لمصر تحت الشعارات المزيفة لأنصار بيت المقدس الإرهابى.
الغضب الساطع يملأ القلوب والعيون، يعكس إصرار وعزيمة جيشنا المصرى العظيم فى حسم معركة الإرهاب واجتثاثه من جذوره كما وعد القائد الأعلى وسائر القادة والجنود، ولا يقطع جنودنا وقادتنا خير أجناد الأرض وعدا إلا وفوا به وأتموه بأحسن صورة، الغضب الساطع فى قلوب وعيون المصريين يؤكد أن أيام الشر والإرهاب مهما طالت لا يمكن أن تنتصر على رغبة الحياة فى مصر الآمنة والمحفوظة برعاية الله
أما الخونة والمحرضون من وراء الكيبورد وعلى الفضائيات العميلة فى تركيا وقطر والذين يشمتون فى آلام أهالى الشهداء ويعتبرون الهجمات الخسيسة على جنودنا بطولة، فليس غريبا عليهم الخسة والعمالة، هؤلاء المتقلبون فى عهر الخيانة موتى لا حياة لهم ولا خلاق ولا حياء، فليقولوا ما يشاءون بعد أن هانوا على أنفسهم وأصبح حلمهم أن يعودوا لمصر على دبابات الاحتلال.