نعم الجيش المصرى لا يحارب فى سيناء، فالحرب فى الفهم والعلوم العسكرية بين جيشين نظاميين، ومن يتفوق على الآخر، بإعلان الاستسلام أو الانسحاب والتقهقر، يكون قد حسم المعركة لصالحه. وجيش مصر جيش نظامى، يحتل مرتبة متقدمة فى قائمة تصنيف أقوى الجيوش فى العالم، لامتلاكه قدرات قتالية عالية، والسؤال، هل الجيش المصرى يواجه جيشا نظاميا فى سيناء؟ والإجابة لا.
إذن الجيش لم يحارب، وأن داعش، وجماعة بيت المقدس ما هى إلا عصابات، والجيوش النظامية لا تحارب أو تواجه عصابات مسلحة، والمواجهة تقتصر فقط على الشرطة المدنية، وتعقبها والقبض عليها، وإذا قرر الجيش إعلان الحرب، فإنه يبيد، ويحرق، ويدمر، ولن يبقى أخضر أو يابسا فى سيناء.
الأمر المهم، أن كل أبناء القوات المسلحة لديهم ثقة عالية، ويعلمون تماما قدراتهم القتالية، وأنهم لم يخوضوا حربا، ويتعرضون لمزايدات جماعات الابتزاز السياسى، وعدد من الإعلاميين الراقصين، على كل دقات «الطبول»، عندما تخطئ رصاصة تنطلق من أسلحتهم فتصيب مدنيا، ويبدأون شن حملات تشويه ممنهجة، والدليل، ما فعلوه فى قضية مقتل شيماء الصباغ، وصمتهم المريب أمام استشهاد العشرات من أبناء الجيش والشرطة.
الجيش المصرى يستطيع أن يبيد كل الجماعات التكفيرية، خلال دقائق معدودة، وأن العائق الوحيد أن العناصر التكفيرية تتخذ من المدنيين أبناء سيناء دروعا بشرية، حيث يقيمون بينهم، ويجندون تحت تهديد السلاح، القلة التى لا تتمتع بنفوذ قِبلى وعائلى كبير، وحرصا من أبناء القوات المسلحة، وعقيدتهم القتالية، فإنهم لا يستطيعون التعامل العنيف والغليظ فى المناطق السكنية، حفاظا على أرواح الأبرياء خاصة النساء والأطفال والشيوخ.
أيضا، جماعات الابتزاز السياسى، والتى تضم سياسيين ونشطاء ومتثورين وفنانين، وإعلاميين ورياضيين، يلعبون الدور الأقذر فى مصر، ويهاجمون، ويسيئون، ويشوهون، صورة أبناء القوات المسلحة، فى الوقت الذى يجد فيه على سبيل المثال، حزب الله فى لبنان، تأييدا جارفا من قناتى المنار والميادين اللبنانيتين، وأيضا رأينا تكاتف كل طوائف الشعب الفرنسى خلف جيشه وشرطته فى حربهما ضد الإرهاب، ونفس الأمر فى أمريكا وكندا وألمانيا وبلجيكا، وكل الدول المتقدمة.
أبناء الجيش والشرطة، يسددون فاتورة باهظة الثمن، من أرواحهم ودمائهم، ويجدون جحودا كبيرا من جماعات الابتزاز السياسى، التى أقامت الدنيا، احتجاجا وصراخا على مقتل شيماء الصباغ - وهذا أمر مقبول - لكن صمت بعضهم، وشماتة البعض الآخر فى مقتل شهداء الحق يثير القرف والاشمئزاز.
وهنا لابد للشعب المصرى ألا يقف على الحياد، وأن ينتفض بقوة، من أقصاها إلى أقصاها، تأييدا ودعما لقواته المسلحة ويعلم تماما أن دوره أصيل وفاعل، وعليهم أن يستعيدوا من مخزون ذكريات، دعم الشعب لجيشه فى نكسة 67، وانتصار 73، مع التأكيد بحسم وقوة، أن الحرب التى تخوضها مصر الآن، أخطر من حروب مصر السابقة بمراحل.
وفى النهاية سيبقى جيش مصر عصيا، على أعدائه، وباطشا للخونة، وخوارج العصر.