سامح جويدة

هل يصالحنا الخطر؟!

الأحد، 01 فبراير 2015 08:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا هى نكسة ولا هى كبوة، بل هى مجرد غفلة، أرجو أن نتعلم منها الكثير. وأول ما علينا أن نعيه ونعلمه أن الإرهاب الذى نواجهه أصبح جيوشًا ودولاً وليس مجرد شراذم وميليشيات، وأن الموضوع ليس رابعة أو خامسة، بل مؤامرة خارجية خسيسة لتحطيم إرادة هذا الشعب، وتقسيم بلاده وكسر هيبة رجاله. لذا علينا أن نعرف أن الترقب والحذر وتوقع الهجوم والغدر فى كل وقت هو الأساس، وأننا لا نملك الآن وقتًا للراحة أو الاسترخاء كشعب وكجند أو كمجتمع وقيادات. وأن سيناء لم تعد قضية حدود بل قضية وجود. وأن الخطر أصبح يتخطى كل الخلافات السياسية والأيديولوجية والدينية. وأننا لو استمررنا فى حالة فقدان الثقة بين جميع الأطراف فسنفقد كل شىء الإنسان والمكان. وأن الفجوة ستصبح جفوة وساعتها لن يلومنا أولادنا على تضييع الوقت بل على ضياع الوطن.

علينا أن نتوقف فورًا عن كل المعارك السخيفة التى ابتدعناها بيننا وأن نناقش بعقل وحياد واحتواء كل المشاكل والخلافات والعقبات. وأن نعطى لعدونا حجمه الصحيح بلا استهانة أو مبالغة. (وأن نعد ما استطعنا من قوة).. والقوة هنا ليست فقط فى الجيش والسلاح بل فى مراعاة الله فى هذه البلد والاجتهاد وإتقان العمل وزيادة الإنتاج والحد من السرقة ومحاربة الفساد. يجب أن يعود لنا الإحساس بالمسئولية والالتزام أفرادًا وحكومة وقيادات. إن تشرق الشمس على كل منا وهو لا يفكر إلا فى مصلحة هذا الوطن وكيف يساهم فى تقويته وتطويره. أن نتوقف ولو قليلاً عن نظرة المصلحة الشخصية ونحولها إلى مصالحة جماعية. فنكف عن المزايدة فى الغلاء وفى استغلال حاجة الناس أو التربح من المناصب ونشر الفساد أو شراء النفوس والسلطة والإعلام. يجب على القيادات أن تفتح أذهانها وعقولها للأفكار الجديدة وأن تعطى مساحة للشباب وللإبداع وأن تنصت للمعارضة والنقد ولا تضع المعارضين فى المواقف السياسية أو الإستراتيجيات الاقتصادية فى خانة العملاء أو الارهابيين. يجب أن تنتبه الحكومة إلى ترشيد كل سياساتها النقدية والحد من حجم الإهدار الكبير فى موارد الدولة الذى توارثناه على مر الأجيال.
كل هذه الخلافات والتجاوزات والسرقات لا يمكننا تحمله الآن. فالذى يظن أن الجنود وحدهم هم الذين يواجهون الاعداء غلطان. فالشعوب هى التى تواجه أعداءها والجنود فقط هم أول من يدفعون الثمن. فليرحم الله شهداءنا جميعًا وليكتب لهذه البلد النصر على المعتدين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة