"الموريسكى الأخير" لصبحى موسى ترفض الحكم على أساس دينى

الثلاثاء، 10 فبراير 2015 03:37 ص
"الموريسكى الأخير" لصبحى موسى ترفض الحكم على أساس دينى غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية، للشاعر والكاتب صبحى موسى رواية "الموريسكى الأخير"، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عن الدار المصرية اللبنانية.

ويرصد الكاتب فى روايته الخامسة أحوال المسلمين الذين ظلوا فى الأندلس بعد سقوط غرناطة، والذين اضطروا إلى التظاهر بدخول المسيحية بعد صدور قرار من قبل الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا وفرناندو بتنصير كل من على أرض المملكة، وحرق كل الكتب العربية ومنع ارتداء الزى العربى أو التحدث باللغة العربية أو حمل ألقاب أو أسماء عربية، لتصبح المواطنة فى بلدان الأندلس على أساس دينى كاثوليكى.

وفلى روايته يرصد الكاتب بدء محاكم التفتيش فى مطاردة كل من تشك فى كونه ليس مسيحياً مخلصاً ليدخل إلى معاقل التعذيب ومصادرة الأرض والأموال وربما مواجهة الموت حرقاً أو شنقاً، حيث كان نادراً أن ينجو من براثنها أيا ممن يتهمون بالهرطقة أو البقاء على دينه القديم.

ولعب موسى فى هذه الرواية على ثنائية الزمن بين الحديث والقديم، فقد بدأت الرواية بفصل فى ميدان التحرير يرصد وقائع ثورة المصريين ضد مبارك ونظامه، ليكون هذا الفصل خطاً ظل يتقاطع فى مساره مع الخط القديم الذى يرصد حياة الموريسكيين فى الأندلس حتى تهجيرهم عنها، ما بين أعوام 1609 حتى 16013، وذلك عبر شخصية مراد رفيق حبيب وابنة عمته ناريمان وسعيهما لاسترداد وقف العائلة الذى خصصه جدهما الملتزم عطية الله لعائلة الموريسكى ورواق المغاربة بالجامع الأزهر.

فى هذه الرواية لعب موسى بحرفية بالغة مع التاريخ مثلما حدث فى رواياته "صمت الكهنة"، "حمامة بيضاء"،"المؤلف"، "أساطير رجل الثلاثاء" التى فازت بجائزة أفضل عمل روائى فى معرض القاهرة لعام 2014، وتجلت قدراته فى هذا العب عبر دمجه ما بين الأسطورى والتاريخى والواقعى، واستحداث شخصيات ذات أبعاد تاريخية حية لدمجها فى سياق عمله بنفية كبيرة، وتعد هذه الرواية أول عمل يرصد واقع الموريسكيين وثوراتهم، ليس من منطق رصد ظلال الحياة السياسية على الواقع الاجتماعى، ولكن من خلال رصد يوميات الواقع السياسى للموريسكيين من خلال الشخصيات الرئيسية التى قامت به، كما أنها أول رواية تطالب بحق الموريسكيين المسلمين فى الاعتذار لهم ومنحهم المواطنة والجنسية الأسبانية على غرار ما فعلت أسبانيا مع الموريسكيين اليهود، فهل يمكن أن يستجيب الأسبان لنضال الموريسكيين ورد اعتبارهم، أم أن الرأى العام العالمى سيظل ينظر ويشاهد وكأن شيئاً لم يحدث، رغم أننا أمام قضية لا تقل فداحة عن قضية إبادة الهنود الحمر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة