جاء فى حيثيات منح البوريفى ماريو فارجاس يوسا جائزة نوبل قبل خمس سنوات «لتصويره المفصل للصراعات على السلطة وصوره المحددة المعالم للمقاومة والتمرد»، فى إشارة إلى روايته الفريدة حفلة أو «وليمة» التيس، التى تتناول مدة حكم بورخييو فى دولة الدومينيكان، الرجل الذى ظل لمدة ثلاثين عاما يزرع الرعب والحذر والتوجس فى نفوس شعبه، حتى إنه بعد اغتياله «عجز الناس عن تصريف أمورهم بسرعة» عهد مظلم حجب الدومينيكان عن العالم الخارجى، وفرض المجتمع الدولى عليه العقوبات، وصف يوسا ببراعة الراوى الخنوع والخوف والثأر والاستسلام، السياسى الذى بداخله حلل اللعبة القذرة، التى تتبدل فيها الولاءات والآراء فى غمضة عين، رصد أحوال المحكومين مع الخطر، من خلال طرح مجموعة من القصص الإنسانية الحزينة والشجية، حفلة التيس هى رواية عن الاستبداد فى العالم الثالث كله وكيف يعيش شعب فقير مغلوب على أمره وكيف تعيش نخبة حاكمة متغطرسة ببذخ كأنها لا تنتمى إلى ذلك الشعب.
ومن الصعب اختزال يوسا فى حفلة التيس فقط لأن أعماله الأخرى لا تقل أهمية، ومن حسن الحظ أن معظم أعماله مترجمة إلى اللغة العربية، عن طريق السورى صالح علمانى والمصرى حامد أبوحمد، هو مثل «بورخيس وماركيز» سليل خيال «ألف ليلة وليلة».
وقبل ست سنوات أقدم على إصدار طبعة منقحة منها، وعندما سئل عن السبب، قال من أجل تكريمها، بوصفها جنسا أدبيا عريقا كان له فضل الريادة فى ابتكار القصص وسردها من أجل تحقيق السعادة للبشرية، وهو يعتبر أن أهم ما تحمله ألف ليلة وليلة «التوظيف الإنسانى» والأكثر تحضرا ومدنية للخيال.