عاطف فوزى شرويد محمد يكتب: دروس للشباب من حياته صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 10 فبراير 2015 12:17 م
عاطف فوزى شرويد محمد يكتب: دروس للشباب من حياته صلى الله عليه وسلم غار حراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ النبى صلى الله عليه وسلم حياته فى مكة وهو طفل صغير بالعمـل فى رعى الأغنام فى الباديــة، وهذا المجـال من العمل كان من سنـة الأنبيــاء مـن قبله، فقد روى البخارى فى صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبى إلا وقد رعى الغنم، فقالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال: ولا أنا، فقد كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة". ولقد كان رعى النبى صلى الله عليه وسلم للغنم فيه دروس وفوائد عظيمة من أهمها ما يلى:

* رعى الغنم مهنة تحتاج إلى الرأفة والرحمة والرفق وعدم الشدة مع الضأن والماعز، وقد مهد ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم الإعداد لسياسة البشر بالرفق واللين والرحمة .

* رعى الغنم عمل بسيط لا يحتاج إلى جهد ومشقة مما أتاح للنبى صلى الله عليه وسلم التدبر والتفكير فى مخلوقات الله مثل السماء والأرض والنجوم والأنهار والجبال والأنعام وغير ذلك مما فى الكون .

* رعى الغنم أتاح للنبى صلى الله عليه وسلم تدبر حقيقة قدرة الله سبحانه وتعالى على تدبير شئون الخلائق ورعايتها، وذلك من خلال محافظته على الغنم من الفقدان أو الاعتداء عليها من الذئاب .

* يجب علينا أن نحرص على أداء أى عمل ولا نستصغره، فربما يفتح لنا آفاقاً أخرى لا نعلمها وقد نحتاج إليها.

وبجانب رعى النبى صلى الله عليه للغنم فقد اجتهد من أجل تحصيل الرزق، فخرج مع عمه أبى طالب فى رحلة تجارية له إلى الشام، وكان النبى صلى الله عليه وسلم فى الثانية عشرة من عمره، وقد أفادته هذه الرحلة المعرفة بطرق القوافل والأسواق وما يحدث فيها من أمور البيع والشراء، وبعد عدة سنوات علم عمه أبو طالب بأن خديجة بنت خويلد – تاجرة ذات شرف ومال – تستأجر رجالا من قريش فى تجارتها مع القافلة المتجهة إلى الشام، وقد نادى أبو طالب النبى صلى الله عليه وسلم وقال له: يا ابن أخى، أنا رجل لا مال لى، وقد اشتد الزمان علينا، وقد بلغنى أن خديجة استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته فهل لك أن أكلمها ؟ قال محمد: ما أحببت ! فخرج أبو طالب إليها فقال لها: هل لك يا خديجة أن تستأجرى محمدا؟ فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة بكار. وكان جواب خديجة: لو سألت ذلك لبعيد بغيض فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب! وعاد العم لابن أخيه يذكر له الأمر ويقول له: هذا رزق ساقه الله إليك، وقد خرج النبى صلى الله عليه وسلم مع ميسرة غلام خديجة متجها بالقافلة إلى الشام، وهناك استطاع النبى صلى الله عليه وسلم بأمانته وكفاءته ومهارته أن يحقق أرباحاً أكثر مما كان يحققه غيره من قبل، كما قام بشراء كل ما رغبت فيه السيدة خديجة مما جعلها تزداد إعجابا به حتى رغبت فيه أن يكون زوجاً لها، وقد تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم، وكان عمره فى الخامسة والعشرين وعمرها فى الأربعين . ومن خلال عمل النبى صلى الله عليه وسلم بالتجارة نتعلم دروساً كثيرة من أهمها:

* أن على التاجر أن يكون أمينا صادقا ذو كفاءة فى عمله، فالنبى صلى الله عليه وسلم ضرب لنا المثل الأعلى للتاجر الأمين الصادق حتى كانت له الأفضلية التى جعلت السيدة خديجة رضى الله عنها تستأجره فى تجارتها وتفضله عن غيره.

* كما نتعلم أن الأجر الذى يستحقه العامل يكون على أساس الكفاءة والقدرة فى أداء العمل.
* ونتعلم أيضا أن على الإنسان إذا وجد فرصة عمل أفضل فعليه أن يسعى إليها ولا يرتكن إلى العمل الذى لا يتناسب مع قدراته ومهاراته.

* ونتعلم أيضا أنه يجب علينا أن ندرك أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا، فالنبى صلى الله عليه وسلم قد نال جزاء أمانته وصدقه وكفاءته فى التجارة الأجر المناسب، كما نال أيضا محبة السيدة خديجة رضى الله عنها حتى صار زوجا لها .

ومن خلال ما قام به النبى صلى الله عليه وسلم من أعمال ينبغى على كل شاب عاقل أن لا يضع نفسه فى صفوف العاطلين ويسارع بالالتحاق بأى عمل طالما كان شريفاً ويحاول أن يتقن عمله ويحترف فيه حتى ينفع نفسه ووطنه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة