عندما رأيت صور الرئيس الروسى بوتين معلقة فوق كوبرى أكتوبر من باب الترحيب تذكرت الكثير من تفاصيل زيارتى إلى روسيا فى سبتمبر من عام 2009، فهذا البلد الشاسع يعد أكبر دولة فى العالم من حيث المساحة، إذ تزيد عن 17 مليون كيلو متر مربع، أى ضعف مساحة مصر 17 مرة!
أول ما لفت انتباهى عند إقامتى خمسة أيام فى مدينة «فارونيش» التى تبعد عن موسكو بنحو 550 كيلو مترًا جهة الجنوب أن الطبيعة تعاملت مع هذا البلد بسخاء مدهش، فالغابات منتشرة بشكل كثيف، والأشجار كائنات حية رقيقة منزرعة فى كل مكان، والهواء نقى، الأمر الذى جعل المواطن الروسى يتمتع بصحة جيدة، وقد رأيت الكثير من النساء والرجال فوق السبعين يمارسون حياتهم بشكل طبيعى.
يفخر أهل «فارونيش» بأن مدينتهم قاومت الجيش النازى ببسالة فى الحرب العالمية الثانية، ويكاد لا يخلو ميدان من نصب ضخم يخلد ذكرى الجنود الروس الذين قاوموا همجية هتلر وجنوده، كذلك تنتصب فى هذه المدينة تماثيل ضخمة للزعيم الروسى الأشهر لينين مؤسس الاتحاد السوفيتى، والذى دشن فى هذه المدينة أول مصنع طائرات فى روسيا عام 1921.
أما موسكو.. تلك العاصمة التليدة موفورة الصيت، فقد مكثت بها خمسة أيام، وأشهد أنها مدينة عريقة عرف القائمون عليها كيف يمكن استثمارها سياحيًا بشكل جيد.هناك قمنا بزيارة الكرملين - وهى كلمة روسية تعنى القلعة - وهو مساحة ضخمة مسوّرة تضم العديد من القصور الفخمة والكنائس التاريخية الباذخة، وكم كان لافتا أن رأينا بعض الرجال الذين يشبهون الزعماء الروس - لينين وستالين وبريجنيف - يقفون فى الساحة الحمراء بجوار الكرملين ليلتقط الناس الصور معهم نظير مبلغ معلوم!
أبرز ما فى روسيا عمومًا هذه الحفاوة البالغة بالفنون، فالتماثيل قائمة فى كل مكان لتزيد الفضاء العام بهاء ورقة ومهابة، ومدارس الموسيقى والرقص والباليه منتشرة فى كل مدينة، وحين عدت إلى دبى أذكر أننى كتبت مقالين طوال عن هذه الرحلة الممتعة فى عددى 53 و54 من مجلة دبى الثقافية!
نعم.. كم أشتاق إلى روسيا!