جاء أدونيس إلى القاهرة بعد عشرين عاما من الغياب، واستقبله الجمهور فى معرض الكتاب بترحاب ومودة، قدمه رئيس هيئة الكتاب تقديما مهيبا وصل لدرجة «ترك بصمات فى الشعر العربى لا يضاهيها أحد»، جلس على زهرة البستان وتم تصويره «وتشييره» على أوسع نطاق، قال لجمهوره متفضلا: «إذا ذهبت مصر، ذهب العرب»، وقال أيضا «أن الثقافة العربية لا تعلم إلا الكذب والنفاق والرياء»، كان عنوان اللقاء الفكرى هو تجديد الخطاب الدينى، واعترفا للجمهور بأنه سيكرر كلامه القديم، وأنه غير متدين، كان من الممكن اختيار موضوع غير التجديد الدينى لكى يتحدث فيه شخص غير متدين، مشروعه عن الإصلاح يحتاج إلى قطيعة كاملة مع القراءات السائدة للدين، وإنشاء جبهة علمانية عربية تعيد قراءة التراث وتؤسس لمجتمع جديد ذى فكر متجدد، ثم نحرر ثقافتنا من القيود المفروضة عليها، مشروعه أيضا يحتاج إلى الديمقراطية.
كتبت الرائعة عبلة الروينى فى الأخبار أمس الأول أن أحد الشعراء العرب حكى لها حين سئل أدونيس عن استخدام النظام السورى للكيماوى فى ضرب السوريين، رد هاربا من التعليق «الثورة الحقيقية أن نثور على أنفسنا، فالمجتمع لن يتغير بتغير حكامه، ولكن تتغير البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فالديكتاتورية فى الرأس وليست فى الكرسى، والكيماوى فى الروح، وليس فى الأسلحة»، الشاعر السورى الكبير جاء هذه المرة والقاهرة متجاوزة لهذه الطريقة فى التفكير، تلاميذه معروفون بالاسم، لا يوجد له أثر فى الكتابة الشعرية الغنية والمتنوعة فى مصر، التى كان منذ «أغانى مهيار الدمشقى» يخاف من حضورها ولا يعترف بفضلها.. أهلا وسهلا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة