إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، الرجل الذى يفترض أنه إلى وقت قريب كان واحداً من الناس، فهو لم يكن محسوباً على أهل «العزل» علية القوم فى الـ30 سنة فسادا وسوادا، الله لا يعيدها، لهذا ننقل إليه.. مهمة البحث عن القاتل.. المحرض.. المحرك.. يسميها معاليه زى ما يسميها؟!
دولة الرئيس محلب.. لن أحدثك كثيراً عن الضحايا.. سأحدثك فقط عن هناء.. تعرف معاليك هناء؟!
هناء عامر حبيشى تلميذة لم تتجاوز الـ14 عاماً، ظلت تتمنى على والدها أن تذهب معه إلى القاهرة، لكن مش فى أى زيارة اختارت بنت الـ14 أن تكون مغادرتها لقريتها شبرا النملة التابعة لمركز طنطا بصحبة والدها فى اتجاه أى ملعب يلعب عليه الفريق الذى تعشقه هى وأسرتها، بالطبع الزمالك.. وتحديداً بعد قرار عودة الجماهير، ولأن إجازة نصف العام كانت فى طريق النهاية، فإن الأب قال لابنته هناء: «ياللا يا ست البنات هانروح مباراة الزمالك وإنبى»!
طارت هناء من الفرحة واصطحبها والدها إلى التجمع الخامس وتناولت سندويتشات من النوعية التى تراها فى التليفزيون لاكتمال النزهة.
هناء يا معالى رئيس الوزراء لم تعد مع والدها.. بل حضر باقى أفراد أسرتها ونفر من أهل القرية، ليعودوا بها جثمانا، بعدما دهستها الأقدام.. واغتالت فرحتها.. لتغادر الحياة دون رغبتها!
دولة رئيس الوزراء.. ألا تستحق هناء وبالطبع كل الضحايا أن تزمجر معاليك، وأن تطالب الجهات المعنية بكل إصرار، أن يعيدوا حقوق أهالى الضحايا.. بل وحق هذا البلد فى أن يعيش مواطنوه فى ظل اهتمام، ولا يصبحوا بين عشية وضحاها مجرد جثث، وفقط يتم تسعير ثمن المتوفى؟!
دولة رئيس الوزراء.. دماء هناء، وكل ضحايا مأساة مباراة الزمالك ستظل تغلى، وتغلى لتصل ربما إلى مليون فهرنهايت، لكنها لن تتبخر، بل ستذهب بكل هذا الغليان لتحرق كل من ضلل أو دلس، أو تقاعس، أو أهمل فى حق أرواح أزهقت دون وجه حق!
سيدى.. هل فكرت قليلاً فى أم فقدت ابنتها التى تعد فى هذا العمر - 14 سنة - عروسة كما يحلو للمصريين الطيبين أن يصفوا البنات من عمر 10 سنوات قائلاين: «ما شاء الله ده فلان عنده عروسة».. يقصدون بنتاً فى عمر الزهور!
معالى رئيس الوزراء إذا أرادت أجهزة الدولة أن تغلق هذا الملف بنظافة فإن على كل الجهات أن تشعر أن هناء عامر حبيشى القادمة من شبرا النملة مركز طنطا ابنتهم.. وإلا فإن غليان دمائها سيحرق الجميع.. حسبنا الله.