لمحمد الماغوط، الشاعر السورى الراحل، منزلة كبيرة، تزداد يومًا بعد يوم، لأنه كان عنوانًا للنقاء والموهبة معًا.. فى اللحظات المربكة يطل برأسه يعلق على الأحداث، لم يكن مشغولًا بالريادة ولا المجد، ولم يجند تلاميذ يسبحون بحمده فى الصحف، يصل إلى المعنى من أقصر طريق، بحيل طفولية مفاجئة، نثره يترك أثرًا شعريًا غائمًا، تزدهر مقولاته هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعى، يسترشد الشباب بها لأنه يعبر نيابة عنهم، كتاباته لها مستقبل كبير، لأن صاحبها كان مشغولًا بعذابات الإنسانية، كان يقول «فيما مضى كان شيخ الحارة يضربنى لأحفظ وأتذكر، وفيما بعد صار الشرطى يضربنى لأنسى»، يلتقط حوارًا بين اثنين، الأول قال: أعظم برد فى العالم هو برد روسيا، هناك حيث تظل متجمدًا باستمرار أمام عظمة الإنجازات التى حققتها الشعوب، يرد الثانى: نحن والحمد لله، دون ثلج أو صقيع أو أوحال، متجمدون منذ الجاهلية حتى الآن.
ويقول: «أيها الوطن، رغم البرد والجوع والعطش والظلم والحرمان وتبييض الأموال والسياط والسجون والغشّ وحكم الفرد وحكم العائلة والطائفة والقبيلة والعشيرة والحارة والزقاق، ومع ذلك هناك الآلاف المؤلفة، ممن يلبسون أكفانهم ويقفون بالدور، للاستشهاد فى سبيل حبّة من ترابك !»، «يا إلهى، امنحنى قوة الفولاذ ورقة الفراشة، جمود الحجر ومرونة الراقصة لأعبر يومى بسلام، امنحنى عقل أينشتاين لأستوعب ما يجرى على الساحة العربية، امنحنى غباء الأوزة لأصدق ما أرى، وبراءة جان دارك لأؤمن بما أسمع وأرى، امنحنى أرجل العنكبوت لأتعلق أنا وكل أطفال الشرق بسقف الوطن لتمر هذه المرحلة».