أينما وليت وجهك فى عالم السياسة أو فيما يرون أنفسهم نخبة فسوف تصدمك تشوهات بشرية خرجت من رحم الشهوة.
وأينما وليت وجهك تجاه إدارة الدولة ستجد أن بعض من يتولون مقادير الأمور لا يمتلكون مهارة القيادة ويسيئون إلى الدولة ويهددون هيبتها.
وبعض التشوهات البشرية التى تتصدر المشهد الآن فى انتخابات مجلس الشعب لا ترى نفسها الأكفأ والأجدر فى الحصول على المناصب والمكاسب فقط، بل ترى أنها مصر وأن هذا البلد ملكية خاصة.
يسرفون فى الشراهة والمعادلة التى لا يؤمنون إلا بها.. ثروة زائد سلطة تحمى هذه الثروة، وكان ما فعلوه ليس كافيا، وكأن السنوات التى عاشوها فى مقربة أو فى قلب الحلم لم توفر لهم الدعم الكافى، ولم تحقق لهم ما يغنى نفوسهم التى تبدو أنها فى حالة «جوع» دائم للسلطة والثروة والفساد. الريح الإخوانية مع ريح الحزب الوطنى التى ستندفع بقوة بعد إعلان عدد من رموز الوطنى ترشحهم ستلوث الجو فى مصر وستزيد من ارتفاع درجة عدم استقراره.
استمرار هذه الرياح البشرية المحملة بأشرار كثيرة لا تبغى سوى السلطة والثروة ولا يعنيها الوطن فى شىء سوف ينقلب الحال فى مصر إلى مأساة.
ليس كل من كان ينتمى للحزب الوطنى فاسد أو خال من الكفاءة ولكن عليهم ابتغاء مصلحة الوطن العليا والاكتفاء بهذا القدر والابتعاد عن المشهد لقد صار ابتعادهم ضروريا وواجبا.
الدولة لا بد أن تعلن بوضوح أنها لن تكون نظاما للإيجار يستؤجر ليخدم ويحمى مصالح هذه الفئات أو التشوهات الشرهة، وأنها لن تكون إلا فى خدمة المواطن وإعلاء الوطن، وكفانا نيران الإرهاب، فهل لدى الدولة ما تفعله لننجو من هذه الفتنة المقبلة لاغتصاب التشريع والسلطة والحصانة فى مجلس الشعب؟
وإلى متى سيبقى الوطن مستنزفا، إما من شراهة الفساد أو من مجلس السلطة ونيران الإرهاب وشر المؤامرات ومطرقة الفقر والجهل وسندان ضعف كفاءة بعض الوزراء والمسؤولين، هذا الوضع المأساوى إلى متى؟