سعيد الشحات

الدكتور مصطفى السيد ابن مصر بجد

السبت، 14 فبراير 2015 07:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان يمكن للعالم الكبير الدكتور مصطفى السيد أن يجعل من نفسه فى مصر نجما إعلاميا وفقط، على خلفية اختراعه العلمى فى أمريكا بعلاج مرض السرطان بجزئيات الذهب، كان يمكنه أن يأتى من أمريكا كل فترة حيث يعيش ويعمل ويكرم ويحمل الجنسية، إلى مصر ليجعلها فترة استجمام يلتقى فيها بالأهل والأصدقاء والحديث إلى الفضائيات، والتغنى بإنجازاته العالمية فى مجال البحث العلمى، والأوسمة والجوائز العالمية التى حصل عيها عن جدارة، لكنه لم يفعل هذا، وصوب نحو العمل المفيد، حيث جاء حاملا مشروعه العلمى ليجعل مصر جزءا رئيسيا منه.

تخرج مصطفى السيد من كلية علوم جامعة عين شمس عام 1953، وقرأ إعلان صغير فى الصحف عن منحة دراسية فى ولاية فلوريدا فتقدم إليها وسافر عام 1954، وبعد أن حصل على الدكتوراة حاول العودة إلى مصر لكنه لم يوفق، وتزوج من فتاة أمريكية، وواصل حياته فى أمريكا، وهو أستاذ للكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية، ويصنف كواحد من أفضل عشرة علماء كيمياء على مستوى العالم، ومن محنته الشخصية المتمثلة فى وفاة زوجته بسرطان الثدى، سخر حياته العلمية للتوصل إلى علاج لهذا المرض اللعين، فكان إنجازه فى التوصل إلى علاج السرطان بالذهب.

بالطبع هو توصل إلى هذا الإنجاز مستفيدا من تقدم البحث العلمى بكل أدواته فى أمريكا، ويحسب له كمواطن يحمل الجنسية الأمريكية، وحين ذاع إنجازه عالميا، عرف المصريون أن صاحبه مصرى، وكالعادة يكون هذا مصدر فخر، غير أن هذا الفخر سرعان ما يتحول إلى ذكرى، لو بقى صاحبه على مسافة بينه وبين بلده، لكن مصطفى السيد لم يفعل هذا، ففى الوقت الذى كان العالم يتحدث عما توصل إليه، كان هو يتجه ببصره وقلبه وعقله إلى بلده مصر ليرد بعض الدين إليها، فجعل مصر جزءا وعبر معاملها البحثية مكانا رئيسيا لتجارب مشروعه.

يوم الأربعاء الماضى كان المؤتمر الذى عقد فى المركز القومى للبحوث للإعلان عن آخر تطورات المشروع البحثى فى مرحلته الثانية، وهو تجريب اختراعه على الحيوانات الصغيرة «القطط والكلاب» المصابة بالسرطان، ونجحت التجربة، وسيتم الدخول إلى المرحلة الثالثة وهى تجريب علاج الحيوانات الأكبر حجما، ولعل صورة العالم الكبير التى تناقلتها وسائل الإعلام مع سيدتين من فريقه البحثى - تحمل إحداهما قطة - وهم يضحكون بعمق أثناء المؤتمر الصحفى خير تعبير عن مدى السعادة بنجاح التجربة.
فى كلمته قال الدكتور شريف حماد وزير البحث العلمى، إن ما فعله هذا العالم المصرى الكبير رسالة لعلمائنا فى الخارج، بأن يمدوا يد العون لزملائهم الباحثين فى الداخل، وأضاف : «مصطفى السيد تعلم خارج البلاد، لكنه لم يبخل بأى شىء لخدمة وطنه»، وأحالتنى كلمات وزير البحث العلمى إلى ما سمعته شخصيا من العالم المصرى الأمريكى الكبير الدكتور طلال عبد المنعم واصل، الذى يعمل هو الآخر ويعطى فى صمت لمصر فى مجاله، قال لى، إنه حين سافر إلى أمريكا بعد تخرجه من كلية هندسة القاهرة عام 1969، وحين توجه إلى جامعته فى كليفورنيا، وجد أستاذا يحظى باحترام الجميع، ويجلس خلف أجهزته البحثية يرحب به، ويوجه له النصائح بحميمية ومحبة، وسلوك من أستاذ كبير، وكان هذا الرجل هو الدكتور مصطفى السيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة