لا أدرى لماذا ترك الجميع البحث عن المتهم الحقيقى فى إزهاق أرواح 22 ضحية فى محيط استاد الدفاع، واندفعوا نحو عقد مقارنات لا لزوم لها بين ما فعله اللاعب الشاب عمر جابر، وما لم يفعله غيره من اللاعبين أو المدربين أو الإداريين!
لم يقف الأمر عند هذا الحد، لكن تعداه إلى نزال واضح حول مين قال الجمهور يرجع؟!.. ومين كان رافض؟!
لأ.. وكمان إيه، محاولات للسيطرة على مقاليد المعلومات، فالكل يريد الفوز باللقطة، وكأن هذا هو الإعلام.. بينما الضحايا مازالوا فى أكفانهم ينتظرون!
البعض الآخر يعمل مبرراتى لكل من تشير أصابع الاتهام نحوهم، ففصيل يقول: الشرطة تعمل إيه يا جماعة؟!، وكأن كل الشرطة متهمة بالقتل، أو بالإهمال؟!
ونفر آخر يبحث عن طوق نجاة لإدارة الزمالك، لأنها مغلوبة على أمرها، وكأن عريضة اتهام صدرت بشأن المجلس الأبيض؟!
فريق رابع.. أو خامس، يتحدث معنا مؤكدًا أن استاد الدفاع الجوى منشأة عسكرية مكتوب عليها «ممنوع الاقتراب والتصوير».. يا سيدى عارفين، وبعدين مين قال لسيادتك إن الجيش ومنشآته فى حالة اتهام أيضًا؟!
فريق سادس، يرى وجوب محاكمة القفص الحديدى المهين، وغير الآدمى الذى كان لزامًا على أى مشجع أن يمر منه لو أراد أن يدخل المباراة، لدرجة اقترب الإحساس بأن القفص الحديدى من لحم ودم زى البنى آدمين؟!
يحدث هذا فى الوقت الذى كان يجب تصدير المعرفة، وكشف كل حقيقة أمام الجماهير والشعب عامة!
يا الله، أصبح نجوم الواقعة الحزينة.. أى حد.. وكل حد، بينما هناك وشاح أسود حول صدور أهالى الضحايا!
يا سادة اتقوا الله.. لم يبق إلا أن تطالبوا بالتحقيق مع الضحايا الـ22 رحمهم الله، وعليهم أن يثبتوا أنهم ماتوا بحسن نية، ولم يكن قصدهم أن يموتوا، ويعكننوا على الوسط الرياضى عامة والكروى خاصة!
حاكموا الضحايا.. لأنهم لن يستطيعوا العودة، وإشهار أصابعهم فى وجه كل متهم- لا سامحه الله- تسبب فى الإجهاز على حياتهم؟!
بالفعل لم يبق إلا أن يثبت أن الضحايا مخطئون، وأن القدر هو من دفعهم نحو حتفهم، فلو واحد منهم لسه ليه عمر.. كان أى شىء عطله عن الذهاب للملعب؟!