الإرهاب لا يفرق بين دين وآخر ولا بين مذهب وغيره، داعش تقتل الشيعة والسنة والمسيحيين والإيزيديين، الأمريكان واليابانيين والألمان وغيرهم. قاتل مروة الشربينى فى ألمانيا قبل أعوام كان مدفوعا بالكراهية، قاتل ضياء بركات وزوجته هو أيضا يمارس كراهية ضد المسلمين. المفارقة أن هؤلاء يظنون أنهم يواجهون تعصبا وتطرفا، فإذا بهم يستخدمون نفس الطريق، بينما من يدفع الثمن فى كل الحالات هم المعتدلون الأبرياء.
بالطبع فإن التنظيمات الإرهابية التى تنسب نفسها للإسلام هى الأكثر ظهورا فى عنفها وطائفيتهما، وأحيانا لا إنسانيتها، وقدرتها على الابتكار فى العنف والإرهاب. سواء داعش أو بوكوحرام، جماعات تفتقد لأى نوع من الإنسانية، وتبدو أقرب إلى التتار والمغول.
الأمر لم يعد يحتمل الازدواجية والنفاق، أو توظيف هذه الكراهية فى سياقات سياسية، أو اقتصادية، هناك من يدعم كل هذه الغضب والطائفية والعنصرية، ويتاجر بها ويوظفها، فهذه الجماعات التى ترفع راية دينية مزيفة لم تولد من فراغ، تمت صناعتها بأيدى أجهزة ودول، ماتزال تقدم الدعم لميليشيات من أجل مواجهة ميليشيات أخرى، بل ويتم تغذية هذه الجماعات وتدريبها فى تركيا بمعرفة ضباط ورجال مخابرات، وبدعم مادى ومعنوى. لقد دعم الغرب وأمريكا سفر مقاتلين من كل دول العالم، ودفعهم إلى سوريا باسم مساعدة الثورة السورية، وتم تحويل الثورة إلى حرب أهلية اختفى منها الشعب، وسادت الميليشيات. وفى ليبيا تدخل حلف الناتو لإسقاط القذافى، وترك ليبيا تعوم على الفوضى وتم فتح مخازن السلاح على مصاريعها وتحولت ليبيا لقاعدة من الموت المسلح وتجارة السلاح والحرب.
كل هذا صنع على عين أمريكا وأوربا، وبدعم من دول عربية وأفريقية. ومن ليبيا إلى اليمن فقد انتصرت الكراهية على الحوار، والطائفية على العقيدة، وتتجه اليمن إلى التقسيم والتشظى وتخرج من عالم الدول إلى عالم الميليشيات.
والنتيجة أنه تم استبدال آلاف من الذباحين والقتلة بديكتاتورات متسلطين، والثمن تدفعه نفس الشعوب التى ثارت على التسلط، وفقدت حقها فى تقرير المصير، وأصبحت محل تجارب للدول الكبرى التى تستضيف بعضها قيادات الإرهاب وتدعمهم. وتسود روح الانتقام مكان روح الحوار والتسامح، وتطفو الميليشيات الدموية على السطح وكأنها تجنى ثمار ربيع لم تشارك فى صنعه، من دون أن تمتلك غير طنين فارغ ومقولات فاسدة تغطى بها على كونها مجرد مرتزقة تنفذ خطط لم تضعها ولا تعرفها.
وربما لن ينجو العالم من رياح الكراهية، واليوم تم تجنيد شباب أوروبا والغرب ضمن حرب وقودها الكراهية، وسلاحها الانتقام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هم يدعمون الارهاب ونحن نعطيه الفرصه والنجاح
بدون