«قد يهون العمر إلا لحظة» وها هى تلك اللحظة أشعر بها الآن وعلى وجه الدقة فى أعقاب التقدم بأوراق ترشحى لخوض الانتخابات البرلمانية، إنها لحظة فارقة فى حياتى كلها.. لحظة تتشكل خلالها ملامح مرحلة جديدة أمارس فيها العمل العام بشكل مختلف وبأسلوب مؤسسى.. فأنا وإن كنت قد قمت من قبل بالمساهمة قدر الإمكان فى إنجاز العديد من المشروعات الخدمية التى لم أقصد من ورائها إلا وجه الله تعالى وإيجاد حلول لمشاكل مزمنة عانى منها طويلاً أهل بلدى الطيبين فى زفتى والمناطق المحيطة بها إلا أن ما ستشهده المرحلة المقبلة سيكون أكثر بكثير بل سيكون ترجمة حقيقية لما يتطلبه الواقع.
ويشهد الله تعالى أننى لم أسعَ فى يوم من الأيام وراء تحقيق شهرة أو مجد شخصى وإنما كنت وما زلت وسأظل وفياً لأهل بلدى مخلصا فى خدمتهم وأميناً على مطالبهم ما حييت.. فمن بين هؤلاء إما أخ أو أب أو صديق.. لقد ولدت ونشأت بينهم.. فرحت لأفراحهم وحزنت لأحزانهم.. أعرف تفاصيل حياتهم اليومية لأننى وببساطة شديدة واحد منهم وهو ما يجعلنى على دراية تامة باحتياجاتهم الضرورية لأننى لم انفصل عنهم فى يوم من الأيام حتى وإن كنت بحكم عملى قد انتقلت إلى القاهرة ولكن تواصلى مع أهل بلدى لم ينقطع فى يوم من الأيام.
وأنا على يقين تام بأن أهل زفتى الكرام سيكونون هم خير «سند» لى فى هذه الخطوة لأنهم لم ولن يتركونى أخوض هذه المعركة الانتخابية بمفردى فهم يعرفوننى جيداً ومتأكدون من أننى لن أخذلهم فى يوم من الأيام ومتأكدون أيضاً من أننى سأكون عند حسن ظنهم بى، فهم بالنسبة لى بمثابة «حائط الصد» ضد تلك الطعنات التى أتلقاها من بعض الحاقدين.. ولكن كل شىء يهون أمام هذا الحب الجارف الذى يحيطنى به أهل بلدى فى زفتى الذى كنت وما زلت المحه فى وجوههم.وهو ما يجعلنى أقف متحديا بهم كل الصعاب عازماً على الاستمرار فى الطريق الذى اخترته لنفسى وهو أن أكون خادماً لأهل بلدى الذين قد آن الأوان لكى يخرج من بينهم من يقوم بتوصيل صوتهم والدفاع عنهم والمطالبة لحقوقهم المشروعة والعادلة.
لقد قررت بمحض إرادتى خوض تلك التجربة إلا أننى فى نفس الوقت أرى أن أهل دائرتى هم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة فى هذه المسألة وهو ما يجعلنى أتوجه إليهم كباراً وصغاراً.. رجالاً ونساءً بأن يقفوا إلى جوارى ويساندونى فى هذه اللحظات الحرجة خاصة أننى أتعرض بين الحين والآخر إلى هجوم غير شريف من بعض أصحاب القلوب السوداء وضعاف النفوس والموتورين والحاقدين الذين أعلم جيداً بأن هناك من يقف خلفهم ويحركهم ويوجههم من أجل تنفيذ مخططات شيطانية تستهدف فى المقام الأول تشويه صورتى بين أبناء بلدى وتقلل من تلك الخدمات التى أبذل قصارى جهدى من أجل أن تصل إلى أهل بلدى.
واللافت للنظر أن هؤلاء الذين يتعمدون نشر الأكاذيب قد دأبوا على «النبش» فى الماضى وفتح موضوعات كانت قد تم إغلاقها بالفعل وقال فيها القضاء كلمته، وأحمد الله عز وجل أن ظهرت براءتى من تلك التهم التى ما زال البعض يعيد الكلام عنها بشكل «فج» وقد نسى أو تناسى هؤلاء أن خير دليل على صدق ما أقول هو حصولى على حكم بالبراءة ورد الاعتبار فلو لم يكن الأمر على هذا النحو فكيف بالله عليكم أن يتم السماح لى بأن أتقدم للترشح للبرلمان بصحيفة الحالة الجنائية التى لم يكن فيها أية إدانة تحول بينى وبين الترشح للبرلمان.. وهذه هى عدالة السماء التى انصفتنى وردت لى الاعتبار عن كل هذا الظلم الذى تعرضت له من قبل وهو أمر يتجاوز أى تصور بل ويفوق القدرة على تحمل البشر ولكن إيمانى بالله عز وجل وبتمسكى بالصبر وقوة العزيمة تمكنت من اجتياز تلك المرحلة الصعبة.
والكل يرى ويلمس قسوة ما أتعرض له من هجوم لا أخلاقى وغير مبرر سواء فى هذا التوقيت الذى أخوض فيه الانتخابات البرلمانية أو من قبل حينما كنت أنتهى من مشروع خدمى أقدمه إلى أهل بلدى فى زفتى.. وعلى الرغم من ذلك إلا أننى لم ولن أنزلق بأى شكل من الأشكال إلى هذا المستوى المتدنى فى الحوار أو حتى أرد على تلك الاتهامات الباطلة والمهاترات التى لم ولن نجن من ورائها أى شىء، ولسان حالى يقول لهم «من كان منكم بلا خطيئة فليرمنى بحجر.. فهل هناك بشر معصوم من الأخطاء؟ وهل نسى أو تناسى هؤلاء الذين أشبه بنابشى القبور قول رسولنا الكريم «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»
ولكن وحتى نضع النقاط فوق الحروف فإن هذه القناعة بعدم الرد على تلك «الصغائر» لم تكن فى يوم من الأيام نتيجة ضعف أو إحساس بالعجز عن الرد على هؤلاء فالكل يعى جيدا أننى قادر على الرد وبقوة قد لا يتصورها أحد ولكن «صمتى» المتعمد هو فى حقيقة الأمر نابع من يقين بداخلى بأن الله عز وجل هو خير سند لى وأن توفيق الله فوق كل شىء.. كما أننى على ثقة تامة بأن كل هذا الحب الذى يغمرنى به أهل دائرتى لن يذهب أدراج الرياح لأنه حب صادق نابع من قلوبهم دون رياء بعيداً عن الانتخابات وبعيداً عن العمل العام.. وفوق كل هذا وذاك فإننى أضع قول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فى أحايثه الشريفة نبراساً اهتدى به وسط ظلمات الجاهلين الذين يخرجون بين الحين والآخر باتهاماتهم وشائعاتهم التى يطلقونها بهدف عرقلة مسيرتى و«التشويش» على ما أقوم به من إنجازات.. فالرسول الكريم يقول فى حديث شريف «إذا سألت فسأل الله.. إذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشىء لن ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك وإن أجتمعوا على أن يضروك بشىء لن يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف» صدق رسول الله.
ومن هذا المنطلق فإننى لا أقول سوى «حسبى الله ونعم الوكيل.. كما أننى دائم التضرع إلى الله عز وجل بأن يسدد خطاى وأن يوفقنى فى جميع خطواتى، وأن يلحقنى بعباده الصادقين المخلصين الذين اختصم بقضاء حوائج الناس، فهذه «نعمة» أحمد الله عليها كثيراً لأن قضاء حوائج الناس والنظر فى مشاكلهم والسعى من أجل إيجاد حلول عملية لتلك المشاكل هى فى الحقيقة مرتبة لم يصل إليها إلا من كان محاطاً بحب الناس ومؤيداً من الله عز وجل فى هذا الأمر.
وهناك مسألة فى غاية الأهمية وهى أن ما يثير دهشتى فيما أتعرض له من هجوم واتهامات باطلة أنه يتعلق بمشروعات حقيقية وملموسة بالفعل، وهو ما يجعلنى أتوجه إليهم متسائلاً: أين كان هؤلاء على مدى 3 سنوات مضت خضت فيها حروباً وتعرضت للكثير من المضايقات بعد أن تحملت مشقة تنفيذ مشروع مستشفى زفتى العام الذى كان قد توقف العمل به تماماً لأكثر من 13 عاما وصار أشبه بالخرابة ولكن بالإصرار والقوة الإرادة وبتوفيق من الله الذى سخر لى من قدموا كل الدعم للمشروع حتى أصبح الحلم حقيقة وتحول المستشفى من مجرد مستشفى متهالك إلى صرح طبى يضاهى المستشفيات الخاصة ويتباهى ويتفاخر به كل مواطن فى محافظة الغربية وليس زفتى فقط.. وأين كان هؤلاء المشككون حينما تحركت بكل ما أوتيت من علاقات حتى استطعت الحصول على إنشاء محطة لتوصيل الغاز الطبيعى إلى منازل زفتى والمناطق المحيطة بها وهى المحطة التى يجرى العمل على إنشائها الآن بالفعل وقد قاربت على الانتهاء.. وأين كان هؤلاء الذين لا ينظرون إلا النصف الفارغ من الكوب حينما سعيت لإدراج القرى الكبيرة التابعة لمركز زفتى فى مشروعات الصرف الصحى ليحل محل الصرف الأهلى الذى يهدد البيوت بالانهيار نتيجة تراكم المياه أسفل هذه البيوت.
إن ما أنجزته من قبل من مشروعات خدمية فى عدة مجالات لم تكن فى يوم من الأيام مجرد مشروعات على الورق أو أنشطة وهمية كما يقولون ويدعون زوراً وبهتاناً أنها مجرد «شو إعلامى».. ومن يشكك منهم فى هذا الكلام عليه أن ينظر حوله فى كل مكان على أرض زفتى ويدقق النظر جيداً فيما تحقق بالفعل على أرض الواقع.. اعتقد أنهم لو فعلوا ذلك سيشعرون بالخجل من أنفسهم.