سيظل المغرب بلدًا منحازا للمعارف والآداب والفنون، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وتنطلق فعالية ثقافية أو فنية فى مراكش.. فى الرباط.. فى الدار البيضاء.. فى فاس.. فى أغادير.. فى شفشاون.. فى وجدة.. فى طنجة.. المهم لا تنطفئ أنوار الإبداع فى هذا البلد الأمين، حيث يتوافد الناس من الشرق والغرب لحضور هذه المهرجانات التى تتوزع بين السينما والأدب والفكر والاقتصاد والسياحة.
وأمس الجمعة 13 فبراير انطلقت فعاليات الدورة رقم 21 للمعرض الدولى للنشر والكتاب بالدار البيضاء تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، وبمشاركة 40 دولة و700 دار نشر كما قال وزير الثقافة المغربى محمد الأمين الصبيحى، الأمر الذى يشير إلى أننا أمام تظاهرة ثقافية ضخمة ومهمة، أما فلسطين فقد تم اختيارها باعتبارها ضيف شرف هذا المعرض، وهو اختيار ذكى، إذ أن الفلسطينيين قدموا قامات إبداعية كبيرة للثقافة العربية فى المجالات كافة، كما أن الاهتمام بقضية فلسطين تراجع كثيرًا فى الأعوام الأربعة الأخيرة، ما جعل الاحتلال الصهيونى البشع يسطو كل يوم على قطعة من أرضها الحبيبة وهو آمن من غضب الدول العربية أو الإدانة الدولية.
وكنت قد تلقيت بالفعل دعوة من الأستاذ حسن الوزانى المدير العام للمعرض للمشاركة فى ندوة حول الكتابة الروائية العربية، فضلا عن حضورى المؤتمر الصحفى للإعلان عن القائمة القصيرة للرواية للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة باسم (البوكر)، لكن للأسف الشديد حالت ظروف طارئة فى اللحظة الأخيرة دون حضورى المعرض، فلم أستطع تلبية الدعوة.
عندما أطلعت على الفعاليات التى تنطلق فى هذا المعرض تبين لى إصرار الأشقاء فى المغرب على أن يوفوا قضايا النشر ما تستحقه من اهتمام فى عالمنا العربى، خاصة وأن النشر الإلكترونى صار يزاحم النشر الورقى بشكل لافت.
يبقى أن أشير إلى أن الشاعر والإعلامى المغربى المتميز ياسين عدنان معد ومقدم برنامج (مشارف) على القناة الأولى المغربية قد اتفق معى على استضافتى فى برنامجه، لكن أتمنى أن تتاح لى فرصة أخرى لإتمام مثل هذا اللقاء.
شكرًا لجميع الأصدقاء بالمغرب، وشكرا للدار البيضاء ومبدعيها ومثقفيها.