السؤال الذى يشغل بال ملايين المصريين الغاضبين من توارد أنباء حول الجريمة البشعة للتنظيم الإرهابى «داعش» فى ليبيا ضد 21 مصريا؟
هل تنتفض الدولة - فى حالة التأكد واليقين من صحة هذه الأخبار - وتثأر لدماء المصريين من هؤلاء المجرمين الإرهابيين الذين يحاولون زرع الفتنة فى صفوف الشعب المصرى؟ هل نحن أقل من الأردن التى انتفضت بعاصفة من الغضب وحركت طائراتها لقصف مواقع التنظيم الإرهابى فى سوريا والعراق ردا على جريمة حرق الطيار الأردنى الشهيد معاذ الكساسبة؟
هناك اتفاق أن هذه الجريمة الشنعاء يجب ألا تمر مرور الكرام بمجرد تقديم التعازى لأسر الضحايا وللكنيسة المصرية وإعلان الحداد والتنديد بالحادث اللإنسانى والوعد بأخذ الثأر، فدماء 21 مصريا أعدمهم تنظيم داعش فى ليبيا ليست أرخص من دماء الشهيد الكساسبة وليكن الرد صاعقا وساحقا لكل من قام بهذه الجريمة النكراء. وهؤلاء ليسوا ببعيدين عن الذراع الجوية الطولى للجيش المصرى، والأخذ بالثأر، والانتقام ليس معناه التورط فى الصراع داخل ليبيا وهو ما تسعى إليه هذه الجماعات ومن يمولها ويدعمها من قوى إقليمية وخارجية.
الصمت والسكوت و«التعقل والتروى وادعاء الحكمة» فى مثل هذه المواقف - مثلما سيكتب ويحلل ويتفلسف البعض - هو نوع من التخلى والهروب من المسؤولية المباشرة للدولة عن سلامة وحياه أبنائها فى الداخل والخارج، ومخالفة صريحة للدستور المصرى، وتجاهل للمشاعر الغاضبة لملايين المصريين مسلمين ومسيحيين، فالكارثة لا تخص المسيحيين وحدهم بل تخص المصريين جميعا وتتعلق بكرامة شعب وهيبة دولة.
كل الإجراءات التى أمر بها الرئيس لإجلاء المصريين الراغبين من ليبيا ومنع السفر إلى هناك وتشكيل «خلية أزمة»، مطلوبة وضرورية ونتفهمها، لكن إذا تعلق الأمر بدماء المصريين المستباحة فى ليبيا على يد هذا التنظيم الإرهابى، فهنا يصبح الثأر والانتقام هو المطلب السريع العادل والمطلوب، لأن هذا التنظيم سوف يتمادى فى جرائمه ضد المصريين، وهذه ليست الحادثة الأولى فى ليبيا، طالما جاء الرد المصرى مجرد تحذيرات بعدم السفر أو توخى الحذر وعدم الاقتراب من مناطق التوتر والصراع على الأراضى الليبية.
السكوت على الدماء المصرية التى أزهقت بلا رد وردع فى ليبيا هى ما يشجع تنظيم داعش الإرهابى على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد المصريين هناك.