أقام حزب الوفد الدنيا يوم أن أعلن خوضه الانتخابات بقائمة تحت اسم «الوفد المصرى»، وصمم على أنه من يرد الانضمام إليه فليأت تحت الاسم الذى يضرب بعمقه فى التاريخ المصرى الحديث.
أوحت تصريحات قياداته بأنه مع مجموعة الأحزاب الأخرى التى انضمت ثقة الفوز بالانتخابات، وأن الناخبين سيتوجهون إلى اللجان الانتخابية لأجلهم، ولم يمر يوما وحدا دون تصريح من الدكتور السيد البدوى أو الدكتور محمد أبو الغار أو محمد أنور السادات وآخرين من قيادات تحالف «الوفد المصرى» للتأكيد على أن تحالفهم جاء بعد اجتماعات ولقاءات، وأنه يملك القدرة على تنفيذ أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وأن التحالف يتلقى أسماء الراغبين فى الترشيح، وأن الاختيار سيكون على معايير لن يتم التهاون معها، ويوما بعد يوم ارتفعت وتيرة الحماس فقرأنا وسمعنا أن التحالف انتهى من اختيار مرشحيه.
هكذا بدا تحالف «الوفد المصرى» واثقا من نفسه، ولإعطاء إيحاء أكثر على الجدية السياسية، وأنه لا يتصرف كتصرفات الهواة، أصدر وثيقة سياسية كتبها الدكتور عمر الشوبكى لتصبح كتابة الوثائق من التحالفات الانتخابية موضة، فوجدنا أكثر من وثيقة.
أذكر ما سبق بمناسبة الحديث عن المشاورات التى تتم بخصوص انضمام الوفد إلى قائمة «فى حب مصر»، وهى الخطوة التى تأتى عكس كل ما قيل فى الماضى، وتضع «الوفد» بكل أسف فى وضع «التابع» لا «المتبوع»، فقبل أيام قيل إن الدكتور السيد البدوى دعا إلى اجتماع للهيئة العليا للحزب لدراسة الوضع ولوح بالمقاطعة، ثم قيل إن اتصالات تمت معه أدت إلى تأجيله للاجتماع، ومن ضمنها اتصال مع اللواء سامح سيف اليزل مقرر أو منسق قائمة «فى حب مصر»، وشملت مشاورات لانضمام «الوفد» إلى هذه القائمة، وأنه أرسل إلى «اليزل» 58 اسما، فماذا يعنى ذلك؟
لا يمكن بأى حال من الأحوال اعتبار هذه الخطوة فى حال إتمامها تهدف إلى التوحد من أجل المصلحة العامة، فهذا قول للاستهلاك المحلى سيلجأ المعنيون بالأمر إليه كنوع من التبرير، ومن هنا يحق لنا طرح أسئلة على «تحالف الوفد» ومنها، أين الحقيقة فى الكلام الذى ذكره قيل من قبل حول الجاهزية الكاملة للانتخابات؟ أين الحقيقة فى أنه لا توجد أى مشكلة فى اختيار المرشحين وعددهم؟ هل لو تم الانضمام إلى «فى حب مصر» سيكون «التحالف» خالف الوثيقة السياسية التى قيل إنها ملزمة لكل أطراف التحالف، وكل الأطراف الراغبة فى الانضمام إليه؟ أم أن «الوثيقة» كانت مجرد ديكور لزوم الحالة حتى تعطى طابعا شكليا عن الجدية؟
فى التبريرات التى تدور فى الكواليس، أن قائمة «فى حب مصر» هى القائمة التى تساندها «الدولة» أو بالأدق أجهزة داخل الدولة، وإذا سلمنا بذلك فهذا يعنى أن تحالف «الوفد المصرى» بكل أطيافه استسلم للمشاركة فى الانتخابات وهو يعلم ما الذى سيحدث فيها؟
أقول ذلك ورأيى أن «قائمة فى حب مصر» سيئة وسيأتى الحديث عنها فيما بعد.