يعد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس ما يسمى «حزب مصر القوية»، شخصية روائية بامتياز، فحياة الرجل تقلبت بين الصعود والهبوط.. بين الشهرة المدوية.. والانزواء المريب، بين الاعتقال والسجن ثم المنافسة على أرفع منصب فى الدولة.. بين الانضمام لجماعة دينية سرية ثم التمرد عليها وتشكيل حزب سياسى.. هذه الحياة الثرية تغرى أى روائى بالالتفات إليها واستلهامها، خاصة أن البطل هنا مزوّد بالتناقضات كافة.
قبل يومين وصف الحزب الذى يترأسه الدكتور عبدالمنعم ما حدث فى 3 يوليو بالانقلاب، مسددا بذلك أكبر إهانة للمصريين، لأنه لم يحدث فى تاريخ مصر - ولا فى تاريخ العالم - أن خرج إلى الشوارع أكثر من 30 مليونا يطالبون بإسقاط رئيس ونظام، الأمر الذى يعنى أن أبا الفتوح لم ير الملايين، أو رآهم مجرد هاموش - لا سمح الله - لا تأثير لهم.
الأنكى من ذلك أن المشهد الذى تصدر 3 يوليو ضم شيخ الأزهر ممثل المسلمين، والبابا تواضروس نيابة عن المسيحيين، فضلا عن مجموعة أخرى تعبر عن الكتلة الغالبة لنا نحن المصريين.. الأمر الذى يؤكد أن كل الذين يصفون ما حدث بالانقلاب هم أصحاب مصالح وهوى فى أفضل الأحوال، أو جهلة بعلوم الثورات وطبائع الاحتشاد الجماهيرى ومصائره فى أسوأ التفاسير!
أذكر أن الدكتور جابر عصفور قال لى مرة ونحن نتجول فى شوارع العاصمة الكورية سيئول إنه رأى بنفسه عبدالمنعم أبوالفتوح يقود مجموعة من شباب «الجماعة الإسلامية» اقتحمت قاعة المسرح بجامعة القاهرة وحطمته، وكان ذلك فى مطلع سبعينيات القرن الماضى، ومع ذلك فقد تمكن أبوالفتوح من «تطوير» نفسه و«تصالح» مع الفنون والآداب وقدم التهنئة مرة لنجيب محفوظ!
لكن عندما سطا الإخوان على ثورة يناير المجيدة وأجهضوها بمعاونة المجلس العسكرى، علا نجم أبو الفتوح وطمع فى الحصول على المنصب الأرفع، لكنه خسر فى الجولة الأولى، فظل ممسكا بحبل المودة مع الإخوان رغم انشقاقه الظاهرى عنهم!
ألم أقل لك إن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح شخصية روائية بامتياز..عسى أن أستلهمها فى رواياتى القادمة!