من بين أهم المعلومات التى نشرتها «اليوم السابع» الأسبوع الماضى، تحقيقات قضية كتائب أنصار الشريعة التى جاء بها على لسان المتهم الرئيسى، أن مسجد نداء الحق بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية هو باب السفر إلى سوريا والانضمام إلى «داعش» وأن شيخا بالمسجد هو الذى يدعو لذلك.
أنا لا أطالب بإغلاق المسجد والتحفظ على هذا الشيخ، لا أبدا، فقط أشير إلى أن فكر داعش يوجد حاليا داخل كل منزل وبالقرب من أبنائنا وشبابنا، وفى مساجد من حولنا، لا نشعر به، أرجو من هنا، أن تبادر وزارة الأوقاف لتنظيم حملة علمية لزيارة مسجد نداء الحق ولقاء مثل هذا الشيخ ومناقشته بشأن القضايا التكفيرية والخلافية.
مثل هذه القضايا تحديدا، لا يمكن حسمها بالقوة، بإغلاق المسجد أو التحفظ على الشيخ بتهمة نشر أفكار داعش، لا أبدا، ولكن يمكن حسمها بالفكر، وبالعلم، وبحلقات نقاشية موسعة حول مفهوم الدين الصحيح، ولكى نكون عقلاء، المسجد فى فترة طويلة كان بعيدا عن عين وزارة الأوقاف وهى الفترة نفسها التى انتشر فيها فكر داعش التفكيرى لعشرات الشباب، بينهم من سافر ولا نعرف مصيره، وبينهم من لايزال فى مصر، يحتاجون منا العون ليرجعوا للطريق السليم، ولكن العودة لا تأتى بتوجيهات عليا، تأتى بحوار هادف، بناء، يرتبط بأصل مفهوم الدين الإسلامى.
الحسينية نموذج لمعقل داعشى، كُشف عنه الستار بالصدفة بعد القبض على عدد من الشباب المرتبطين به، ولكن هناك مئات من النماذج، التى تحتاج منا التفتيش، ليس للإرهاب ولكن لتصحيح الفكر، حفاظا على خط دينى عام يلتزم بالمنهج الوسطى، وهنا يجب الإشارة إلى أننا نواجه أزمة فى الإعلام المضاد لداعش، هم يتبنون سياسات نفس طويلة فى الإعلام ووسائل حديثة، ونحن مازلنا نقف عند الطرق التقليدية القديمة، وهو ما يترتب عليه مزيد من اقتراب الشباب لمعسكر داعش على حساب معسكر الأزهر الشريف.
إلى رجال الدين فى مصر.. الحسينية تحتاج من وقتكم قليلا.. فماذا أنتم فاعلون؟