كمال حبيب

العالم السنى.. نعم لديك مشكلة.. فمتى تتحرك؟

الإثنين، 16 فبراير 2015 11:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول محللون أمريكيون إن هناك مشكلة متصلة بالسنة فى العالم العربى، ومن قبل قال محللون أمريكيون أيضا إن المشكلة ليست صراعا بين الغرب والعالم الإسلامى، ولكنه صراع داخل الحضارة الإسلامية والعالم الإسلامى ذاته.

ومن هنا انتقل العالم العربى والإسلامى من مشكلة صراع الحضارات التى كان صموئيل هنتنجتون قد طرحها فى نهاية التسعينيات واعتبر فيها أن الصراع بين الحضارات والحدود بينها سيكون دمويا، ومن ذلك الصراع بين العالم الإسلامى والغرب، ومع مجىء المحافظين الجدد إلى السلطة وتبنى نظريات صموئيل هنتنجتون فى الواقع بضرب أفغانستان ثم بضرب العراق واحتلالها، كان هناك فى المشهد دائما إيران، فقد تحالفت مع أمريكا فى ضربها أفغانستان، كما تحالفت بالطبع مع أمريكا فى ضربها لصدام حسين واحتلال العراق وتحول العراق العربى السنى إلى ساحة مفتوحة بلا حدود للهيمنة الإيرانية بما فى ذلك تنصيب حكومات طائفية موالية بشكل كامل لإيران. وفى اليمن حيث انقلب الحوثيون على السلطة السياسية وأطاحوا بالبرلمان وقبضوا على الرئيس وشرعوا فى تأسيس إعلان دستورى والحديث عن مجلس رئاسى، وتحالفوا مع صالح والنظام القديم وتحولوا إلى سلطة تواجه المتظاهرين فى الشارع وتطلق عليهم النار وتقبض عليهم، يبدو الوضع واضحا وهو التحالف الزيدى مع إيران بإغضاء أمريكى، للسيطرة على بلاد اليمن التى تتحكم فى مدخل البحر الأحمر وتمثل أحد أهم قواعد حماية الأمن القومى العربى، وبسطوة الحوثيين وسيطرتهم على اليمن أصبحنا بإزاء تجاور إيرانى مع دول الخليج ومصر والسودان.

وفى المعارك الدائرة فى سوريا وفى درعا ومناطق الجنوب التى يجرى فيها القتال الآن فإن المعلومات تقول إن إيران ترسل بمرتزقة من الشيعة تدربوا فى العراق، كما ترسل بمقاتلى حزب الله الذين يحاربون فى المعركة الرئيسية لنظام سياسى فقد شرعيته، ومعظم المعارك التى يقودها النظام فى سوريا تتولاها قوى طائفية شيعية تدعمها إيران بشكل واضح للحفاظ بورقة ملاعبة الأمريكيين ومد خط التفاهم السرى بينهما وغير المعلن فى أن القادر على هزيمة تنظيم داعش المتطرف هى إيران وحلفاؤها بما فى ذلك نظام الأسد نفسه. من هنا لا يبدو مفاجئا لنا تلك الرسالة التى أميط اللثام عنها والتى أرسلها خامنئى إلى أوباما يرد فيها على رسالة أوباما التى تتحدث عن تعاون إيرانى- أمريكى لمواجهة داعش حال التوصل لاتفاق إيرانى- أمريكى بشأن البرنامج النووى الإيرانى، ورغم أن إيران لم تعلن ذلك بيد أن المعلومات تقول إن كل رسائل أوباما إلى خامنئى تم الرد عليها، وانعكس ذلك كله فى حديث خامنئى بإمكانية الوصول إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووى وأنه يؤيد بشكل كامل خطوات الرئيس روحانى للتفاوض مع أمريكا.

كل هذا يحدث والعالم السنى يتحالف مع أمريكا لمواجهة داعش دون أن يعرف ذلك العالم لماذا يخوض حربا أمريكا تتلاعب فيها بمقدراته دون وضوح كاف، ثم مخاتلة من خلفه مع إيران، داعش السنى لم يكن سوى نتيجة للتطرف الطائفى الإيرانى والسياسات الأمريكية والإيرانية فى المنطقة، وحين تتم هزيمته بأيد أمريكية وإيرانية فإننا سنكون أمام حرب طائفية لن تبقى ولن تذر، ستطلق فيها طاقة التطرف الشيعى فى مواجهة التطرف السنى، بينما تقف أمريكا وهى تقول دع النار يأكل بعضها بعضا، فماذا يجب على العالم السنى أن يفعل الآن؟ ألا توجد استراتيجية مختلفة لذلك العالم يوقف فيها صراعات جماعاته ودوله الداخلية ليقف على أرض صلبة من المسؤولية والوعى لحماية منطقتنا من حرب طائفية لن تبقى ولن تذر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة