سعيد الشحات

تناقضات «فى حب مصر»

الإثنين، 16 فبراير 2015 07:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا لو وقفت الدكتورة لميس جابر تحت قبة البرلمان، وهاجمت كعادتها ثورة 25 يناير، وتحدثت كعادتها أيضا دفاعا عن مبارك ونظامه؟

ماذا لو وقفت النائبة السابقة عن الحزب الوطنى «جمالات رافع» تحت قبة المجلس تهاجم ثورة 25 يناير، وتتذكر الأيام التى ساندتها فيها السيدة سوزان مبارك، وتتذكر كل فضائل نظام مبارك عليها، ومساندة الأجهزة الأمنية لها حتى تنجح فى انتخابات عن دائرة طوخ قليوبية التى أنتمى إليها؟

ماذا سيكون رد الفعل من زميلهما الدكتور عماد جاد الذى يدافع عن الثورة؟، وكيف ستكون مشاعر مصطفى الجندى الذى ظل فى ميدان التحرير طوال ثورة 25 يناير ثائرا وداعما ومصمما على رحيل نظام مبارك، ويفضل الظهور فى الفضائيات بجلباب الفلاح وعليها العباءة الجوخ وتحتها القفطان كدليل على أن «الفلاح» لم يغادره حتى الآن؟، وماذا سيكون رد الفعل من «محمود بدر» الذى قدم أوراق حزبه إلى لجنة الأحزاب باعتباره حزبا ناصريا، فى حال شنت لميس جابر هجوما على ثورة 23 يوليو 1952، فهذا خطابها السياسى والفكرى لا تخفيه؟

أعتقد أن هذه الأسئلة وغيرها لا تشغلنى وحدى، وإنما تشغل غيرى ممن يتابعون مشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة، ووجدوا أمامهم قائمة اسمها «فى حب مصر»، وتضم الأسماء التى ذكرتها فى أسئلتى الثلاثة - وفقا لما توفر من معلومات حتى الآن - بالإضافة إلى أسماء أخرى شاهدها الجميع على شاشات الفضائيات حين أعلنت القائمة عن نفسها

كان عماد جاد يجلس إلى جانب لميس جابر وأسامة هيكل واللواء سامح سيف اليزل «مهندس القائمة»، بالإضافة إلى أسماء أخرى، منها محمود بدر منسق حركة تمرد، وفى مجمل الكلمات التى ألقيت، والتصريحات التى نشرتها وسائل الإعلام، فإن الخطاب السياسى لهذه القائمة يمكن تلخيصه فى «حب مصر» و«حب الرئيس السيسى».

نحن أمام أسماء فى القائمة تهيم غراما فى ثورة 25 يناير، وأمام أسماء أخرى تكرهها كراهية التحريم، ولا يرون ثورة حدثت فى مصر غير ثورة 30 يونيو، حتى ثورة 23 يوليو 1952 تراها أطرافا فى القائمة وزرا عظيما حدث فى تاريخ مصر، باعتبار أن المرحلة التى سبقت هذه الثورة بما حملته من حكم ملكى فاسد واحتلال إنجليزى وفقر وجهل وتخلف ومرض كان قمة الديمقراطية.

السؤال هنا، كيف سيترجم هؤلاء حبهم لمصر مع كل هذه التناقضات الموجودة فيما بينهم؟، وكيف سيترجمون حبهم للرئيس السيسى الذى يؤكد انحيازه إلى الثورات الثلاث، «23 يوليو، 25 يناير، 30 يونيو»؟، بالإضافة إلى أن الدستور الذى هو «العقد» الذى وقعنا عليه جميعا هو نتيجة لهذه الثورات ويحافظ عليها ويحمى مكتسباتها.

سترد القائمة، بأنها تحترم اختلاف الآراء فيما بينها، وأنها تعبر عن التنوع السياسى الموجود، وأن نبض الثورة موجود فيها، والحقيقة أن هذا قول يفتقد إلى «الفطنة السياسية»، فالانحيازات السياسية والاجتماعية تجتمع القوى السياسية عليها وفقا لقواسم فكرية مشتركة، وتنسفها التناقضات الجذرية.

أطرح هذه الأسئلة، وفى حال لو صحت الاتهامات التى يوجهها البعض ومنهم الدكتور محمد أبو الغار بأن «فى حب مصر» تقف أجهزة فى الدولة وراءها، سنكون أمام أجهزة مريضة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة