إن جريمة خطف وقتل تنظيم داعش لواحد وعشرين مصرياً فى ليبيا لن تكون هى الأولى ولا الأخيرة التى تمت وستتم فى ليبيا باسم القتل على أساس الهوية المصرية، حيث أنه وبعد التواطؤ العربى المتمثل فى موافقة جامعة الدول العربية لحلف الناتو بالتدخل العسكرى فى ليبيا بحجة سحق النظام تحت شعار الربيع العربى. وجدنا أن هذا التدخل كان لحساب المصالح الغربية الأمريكية فى المنطقة بهدف هدم دولها وإفشالها وتحقيق ما أطلقت عليه أمريكا بالفوضى الخلاقة والتى بدأتها بهدم العراق ولذا كانت النتيجة هى هدم الدولة الليبية وإفشالها وتحويلها إلى مجموعة ميليشيات مسلحة تتصارع على أنقاض وطن وبقايا دولة.وهذا هو المخطط الأمريكى لتحقيق ما يسمى بصراع الأديان الذى تم تصميمه ليس على أساس صراع إسلامى مسيحى مباشر ولكن كان ولا يزال الهدف هو تسخير ومساعدة منظمات باسم الإسلام تدخل فى صراع مع الجميع لتحقيق صراع إسلامى إسلامى، ولذا نجد تلك المساعدات الأمريكية لمنظمات ترفع شعار الإسلام سواء فى وصولها إلى الحكم أو فى محاولة عودتها إلى الحكم لتحقيق المصالح الأمريكية، فلماذا كان القتل فى ليبيا على الهوية المصرية؟ ذلك لأن هناك تواجدا قويا لجماعة الإخوان خاصة فى وسط وغرب ليبيا ولها تواصل وتداخل مع الميليشيات المسلحة هناك مع تشاركية الجميع فى التوجه الأعلى وهو الدولة الإسلامية، ولما كان حكم الإخوان فى مصر هو البوابة الحقيقية لهذه الدولة لذا أصبح سقوطهم يمثل عقبة فى طريق تحقيق هذه الدولة فأصبح هناك ثأر عميق مع كل المصريين المساندين ليونيو، ومن هنا وجدنا عمليات الخطف والقتل للمصريين فى ليبيا لا تتوقف فى ظل اللادولة مما يصعب الموقف ويعقد الوضع على النظام المصرى فى عملية التدخل لحل وحسم تلك الأحداث حيث إنه يتم خطف مسؤولين ليبيين ولا أحد يملك التدخل.
وإذا كان هناك موقف من المصريين بشكل عام فهناك موقف من المصريين المسيحيين بشكل خاص ذلك لأن الإخوان فى عام حكمهم هم من أخذوا موقفاً ضد الأقباط أدى إلى شحن طائفى خطير تحت زعم أن الأقباط ضد الإخوان وضد التجربة الإسلامية إضافة إلى حضور البابا لاجتماع 3 يوليو، هذا إضافة إلى مواقف أخرى متراكمة وهى قضية ما يسمى بأسلمة المسيحيات «وفاء - كاميليا» وقد وجدنا عام 2010 تهديدا من تنظيم القاعدة فى العراق بعمليات ضد الأقباط فى مصر إذا لم تعد المتأسلمات، وكانت حادثة كنيسة سيدة النجاة فى بغداد وقد تم تنفيذ التهديد فى مصر بحادثة كنيسة القديسين فى الإسكندرية، ولذا نجد عمليات الخطف والقتل المتسارعة التى تحدث للأقباط فى ليبيا، ومع ذلك لا يجب أن نتحدث عن مسلمين ومسيحيين فالجميع مصريين.ولا يجب أن نتصور أن الدولة تهتم فى حادثة لمصريين دون الاهتمام بحادثة لمصريين آخرين، كما أن ظروف التدخل السياسى والدبلوماسى فى ليبيا غير موجودة لغياب الدولة وضعف النظام وما يتم هو من خلال التواجد القبلى هناك، وفى هذا الإطار نريد أن نركز على عدة نقاط: 1 - لا يجب أن ننساق وراء الفرز الطائفى فنجد المسؤولين يسارعون بتقديم واجب العزاء للبابا وكأن البابا هو المسؤول عن الضحايا وتابعين له وليس للدولة. 2 - لا يجب التمادى فى الحديث عن الضحايا بأنهم الأخوة الأقباط وكأن هناك فارقا بين الأقباط والمسلمين فكلنا مصريون. 3 - عند أحداث التأسلم «وفاء - كاميليا» كثيراً ما نبهنا بعدم تدخل الكنيسة فى هذه القضايا لأنها حرية شخصية وتدخل الكنيسة يسير مناخاً طائفياً ويشق الوطن ويفتح باباً للمزايدات، المصريون جميعاً دماؤهم غالية والوطن ملاذنا وحصننا فلا تتركوا فرصة لشق الوطن فلا مواجهة ولا انتصار بغير كل المصريين.