من لم يقرأ تاريخ مصر وحروبها ضد الغزاة لا يعرف أن نهاية الطغاة والقتلة وعصابات الإجرام والتخريب والتدمير كانت على أيادى المصريين، وسيفهم ودرعهم وإرادتهم الصلبة فى القتال والدفاع عن كرامة وكبرياء مصر مهما كانت الظروف ومهما كانت الأوضاع داخلها، فكل من اقترب من كرامة مصر وكبرياء شعبها احترق بلهيب الغضب وذاب فى نيران الثأر وذهب إلى غير رجعة.. فمصر هى مقبرة الغزاة والطامعين فيها على مر التاريخ.
من تابع كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى وقسمات وجهه الغاضب وتأكيده على قدرة وعزم مصر على الرد على جريمة «التتار الجدد» فى ليبيا ضد المصريين، يدرك تماما أنه أمام تاريخ مصر المتصل الذى لم ينقطع فى أية لحظة تاريخية سواء كانت مصر قوية أو ضعيفة أو مريضة للرد على من حاول وتجرأ على كرامتها الوطنية وكبرياء شعبها الأبى.
إلا كرامة الدولة المصرية وهيبتها وكبرياء شعبها، هى خط أحمر بل خط نيران مشتعل يحرق من يحاول الاقتراب منه «وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعا تحمى وتصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف» - كما جاء فى بيان المتحدث العسكرى فى أعقاب الضربات الجوية، أمس، ضد معسكرات تنظيم داعش الإرهابى فى درنة الليبية.
هؤلاء الجهلاء والظلاميون وأعداء الإنسانية لم يقرأوا تاريخ مصر والمصريين وجاءوا إلى موعد النهاية المحتومة لهم ولمن يقف وراءهم، لا فرق بينهم فى الذبح والقتل والتدمير والتخريب وبين المغول فى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى، فقد اكتسحوا العالم الإسلامى والدولة العباسية فى بغداد والشام ثم جاء الدور على مصر وأرسل قائدهم الأسطورى هولاكو رسالة ذل وإجبار وإخضاع وجبروت تطلب من المصريين بقيادة سيف الدين قطز الخضوع والاستسلام، كانت الدولة المصرية فى أضعف حالتها ومع ذلك رفضت بكبرياء تاريخى رسالة هولاكو وقررت خوض معركة الكرامة والكبرياء رغم عدم تكافؤ القوى فى تلك الفترة وانتصرت مصر انتصارا ساحقا فى معركة عين جالوت الفاصلة فى تاريخ الأمة، وكانت نهاية المغول وانحسار نفوذهم، وكانوا أكثر بشاعة وإجراما من مرتزقة داعش.
نهايات غزاة وجبابرة وإمبراطوريات استعمارية كتبها الشعب المصرى بكبريائه وكرامته، ولن تفلح جماعات الشر وتنظيمات الإرهاب وأعداء الحضارة والإنسانية فى كسر إرادة مصر والاقتراب من كرامتها وهيبتها.. حمى الله مصر وشعبها.