لا هذا هو الإسلام، ولا تلك رايته، ولا هؤلاء رجاله، تلك راية لا تستحق تعاطفك.. صدقنى؟!
تلك رايتهم الداعشية أو الإخوانية، سوادها من قلوبهم وعقولهم التى لا تخجل من تزييف الفتاوى واقتطاع الآيات من سياقها من أجل تمهيد الطريق لمصالحهم القائمة على القتل والتخريب وقطع الرؤوس واستباحة دم الجنود والعزل من بنى البشر.
راية الإسلام تقول: «إن حرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة»، وراية الإخوان والدواعش وباقى شلة الإرهاب تقول: إن الشرعية والاستيلاء على السلطة أهم من دماء آلاف المسلمين سمعناها من قيادات الإخوان فوق منصة رابعة، وشاهدنا تطبيقها العملى على يد متطرفى أنصار بيت المقدس فى سيناء ومجانين داعش فى سوريا والعراق وليبيا.
اقرأ يا سيدى وبتركيز ما ينشره الشباب السلفى والإخوانى والداعشى لتبرير جرائمهم الدموية:
- يقولون إن النبى - صلى الله عليه وسلم- الذى عفا عن أهل مكة فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، هو الذى حدد أناساً بعينهم فقال: اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة.
- وأن النبى الذى احتمل جهل الأعرابى وأعطاه وزاده لما جذبه بردائه وقال: أعطنى فإنه ليس مالك ولا مال أبيك، هو النبى الذى نصح رجلاً يجالسه فقال: كل بيمينك فرد الرجل: لا أستطيع، ما منعه الكبر، فدعا عليه: لا استطعت.. فما رفعها إلى فيه.
- وأن النبى الذى عفا عن رجل استل سيفه وجاء ليقتله وهو نائم، هو نفسه النبى الذى أمر علياً أن يضرب عنق أبوعزة الجحمى الشاعر بعد أن انطلق يؤلب القبائل عليه.
- وأن النبى الذى أعطى الأمان لأهل الذمة وأسقط عمن لا يستطيع منهم الجزية، هو الذى أقر الأعمى لما قتل اليهودية التى خاضت فى النبى مرات وكان ينهاها فما انتهت.
انتهى ما يسرده الإرهابيون من وقائع أرادوا من خلفها أن يحشدوا أنصارهم تحت شعار «الرسول كان يقتل ويعذب معارضيه والمخالفين معه»، وقبل أن نبدأ نقاشا حول مدى صحة هذه الوقائع من عدمها، دعنى أخبرك بأن الكارثة الكبرى تكمن فى عقول أصحاب اللحى الذين اجتزأوا هذه الوقائع من سياقها التاريخى والسياسى والدينى، وقاموا بلى عنق الأحداث والأحكام ليصنعوا مقارنة غير طبيعية تخدم مصالحهم حتى ولو كان فى هذه المقارنة ظلم لأشرف الخلق أجمعين.
وحاول أصحاب هذه المقارنة الخبيثة، الذين استحلوا الطعن فى سمعة النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، أن يبرروا فعلتهم فقالوا فى نهاية رسالتهم: «الرحمة فى غير موضعها ضعف ومضرة»، فهل تنتظر يا عزيزى من أناس ارتضوا بيع وتشويه سماحة محمد صلى الله عليه والسلام مقابل شراء تأسيس إمارة إسلامية فى سيناء أو مقابل بقاء محمد مرسى فى السلطة حفاظا على دين أو إعلاء لكلمته.. والله ما يريد أمثالهم سوى سلطة تمنحهم قدرة على تمرير طغيانهم من خلال عباءة الدين.