بالصور.. آلاف الصوفيين يحتفلون بالليلة الكبيرة لذكرى استقرار رأس الحسين.. انتشار مكثف لرجال الأمن والمفرقعات.. ظهور شيعة داخل المسجد.. الصوفيون يحملون صور السيسى.. والشيخ محمود التهامى يدعو لمصر

الأربعاء، 18 فبراير 2015 02:23 ص

احتفالات الصوفية

كتب لؤى على - تصوير حازم عبد الصمد

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتفل الآلاف من أتباع الطرق الصوفية والمصريين أمس الثلاثاء، بالليلة الكبيرة لذكرى استقرار رأس الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدت الاحتفالات هذا العام توافد المحتفلين من جميع المحافظات فى أعداد لم يشهد لها مثيل من قبل فى تلك المناسبة، حيث نصب مشايخ الطرق الصوفية خدماتهم فى المنطقة المحيطة بمسجد الحسين لتقديم الأطعمة والمشروبات وتوفير أماكن للمبيت، لمريديهم الذين توافدوا من جميع أنحاء مصر لإحياء تلك الذكرى العطرة.

وشهد الاحتفال هذا العام، تواجد أمنى مكثف من قبل رجال الشرطة وانتشار لخبراء المفرقعات تحسبا للاشتباه فى أى أجسام غريبة، بالإضافة إلى انتشار رجال المباحث لتأمين الاحتفالات، والسيطرة على كل ما من شأنه تعكير أجواء الاحتفال، بينما انتشرت صور الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية مع اتباع الصوفية، فيما حمل البعض صورا لضحايا داعش من الأقباط الذين أعدموا بليبيا، معلنين دعمهم وتفويضهم الكامل للقيادة السياسية فى توجيه ضربات لمعاقل ذلك التنظيم الإرهابى، مطالبين المجتمع الدولى بالاستماع إلى الرئيس وتشكيل تحالف دولى للقضاء على تلك التنظيمات التى تهدد أمن أوروبا فى المقام الأول.

بينما اختفت من ساحة الحسين لافتات الدعاية الانتخابية للمرشحين بناء على توجيهات الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الذى وجه بمنع أى لافتات حزبية أو لمرشحين مستقلين وعدم استغلال الاحتفال فى الانتخابات، بينما انتشرت سيارات الإسعاف والمطافئ تحسبا لوقوع إصابات أو اشتعال حرائق نتيجة لوجود مواقد الغاز، والتى تعد قنابل موقوتة داخل الخيام لتجهيز الأطعمة لزوار الحسين.

وفى ذات السياق ظلت أبواب المسجد مفتوحة ولم تغلق وزارة الأوقاف الضريح أمام الزوار، كما فعلت فى ذكرى عاشوراء بعد إعلان الشيعة عن زيارات للمقام وتهديدات سلفية بتوعدهم، حيث أعلن ائتلاف الصحب والآل عن رصده لمجموعات متفرقة من الشيعة قاموا بتوزيع منشورات خاصة بهم على زوار الضريح.

كما أعلن الطاهر الهاشمى، الناشط الشيعى، أن زيارات شيعة آل البيت مستمرة لجميع مساجد آل البيت، بصورة شبه يومية ولا تقتصر على المناسبات الدينية فقط، معلنا الاحتفال بقدوم الرأس الشريف إلى مصر بقراءة القرآن والأدعية وتنظيم الندوات الدينية.

ومع الساعات الأولى لصباح اليوم الأربعاء أطل الشيخ محمود التهامى، نقيب المنشدين، على المحتفلين من خلال مسرح كبير أعد أمام الباب الرئيسى لمسجد الحسين لينشد أجمل القصائد فى تلك الذكرى، وسط تفاعل كبير من المحتفلين، حيث يحيى والده عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامى الليلة الختامية اليوم الأربعاء، وذلك تزامنا مع انطلاق قناة التهامى للإنشاد الدينى.

وفى بداية الحفل طلب الشيخ محمود التهامى، من الحاضرين قراءة الفاتحة على أرواح شهداء مصر، داعيا الجميع إلى الالتفات خلف القيادة السياسية فى حربها ضد الإرهاب.

كما شهد ميدان الحسين حالة من الزحام الشديد والتدافع بين الصبية، الذين توافدوا على الميدان فى شكل مجموعات محدثين حالة من الفوضى أدت إلى استياء مريدى الاحتفالات، والذين دخلوا معهم فى مشادات واشتباكات بالأيدى، أدت إلى تدخل البعض ورجال الأمن للفصل بينهم.

من جانبه أدان الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، جريمة داعش فى حق المصريين، مشيرا إلى أن تلك الجريمة لا يقبلها الدين أو الأخلاق، وتضيف تأكيدا جديدا لا يقبل صرفا ولا تأويلا أن هذه الجماعات ليست منا كعرب أو مسلمين.

وقال: "فلقد بات واضحا أن المستفيد الأول من هذه الجرائم هم الصهاينة، حيث ينعمون هم بالأمن والأمان بينما ينتشر القتل والرعب فى الدول العربية، ما يؤدى إلى إنهاك الجيش والشرطة كما حدث فى سوريا والعراق والهدف هو القضاء على شوكة الجيوش العربية التى تؤرق الصهاينة".

وأضاف فى كلمته خلال احتفال الطريقة العزمية بالليلة الكبيرة لذكرى استقرار رأس الحسين: "علينا فى هذا الوقت بعيدا عن سيل المقالات والتحليلات والخطب الرنانة والنحيب والعويل، الذى لن يزيد مصر إلا وبالا، ولن يزيد هؤلاء إلا إصرارا، أن نعلم أن هذا الموقف يحتم علينا أن نعيد الحسابات حول عدد من الأمور والمفاهيم التى لابد أن تعاد صياغتها من جديد".

وتزامنا مع الاحتفالات أطلق الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، مبادرة "الفهم الصحيح للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة"، وتتصمن المبادرة التى أعلن عنها خلال اجتماعه بوكلاء مشيخة الطرق الصوفية على مستوى الجمهورية بمقر المشيخة العامة للطرق، إصدار مطبوعة تتضمن كل الأحاديث الدينية والآيات القرآنية التى يستغلها أصحاب الأفكار التكفيرية بطريقة خطأ من أجل تحقيق أهدافهم الإرهابية.

وأوضح القصبى أن تلك المبادرة جاءت لمواجهة الفكر المتطرف، وذلك فى إطار دور المشيخة العامة لمواجهة أفكار الإرهاب والتكفير.

وأشار رئيس الأعلى للطرق الصوفية، إلى أن تلك المبادرة يشرف عليها وكلاء المشيخة وتحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية من أجل إصدار مطبوعة تنويرية وسوف توزع تلك المطبوعة على مستوى الجمهورية وخاصة الأطفال، وعمل مسابقة تنافسية للفهم الصحيح لتلك الآيات والأحاديث النبوية، وكذلك مسابقة فى الأخلاق الحميدة للرسول الكريم والفائزين سوف يحصلون على جوائز لتقديرهم على الفهم الصحيح ولمواجهة تلك الأفكار خاصة عند النشء والشباب.

وولد الإمام الحسين فى الثالث من شهر شعبان السنة الرابعة من الهجرة واستشهد فى كربلاء فى العاشر من المحرم سنة 61 هـ ففى اليوم العاشر من المحرم وقعت حادثة كربلاء المروعة التى قتل فيها الإمام الحسين حفيد "الرسول" صلى الله عليه وسلم، وابن الإمام على بن أبى طالب.

وتختلف الآراء حول مكان وجود رأس الإمام، حيث تقول الشيعة إنه بكربلاء مع الجسد الطاهر، فى حين يوجد خلاف لدى أهل السنة والجماعة حول مكانه فمنها ما يتفق ما رأى الشيعة السابق ويرى أن الرأس دفن مع الجسد فى كربلاء.

أما أهل الشام يقولون، إن موضع الرأس بالشام على حسب بعض الروايات التى تذكر أن الأمويين ظلوا محتفظين بالرأس يتفاخرون به أمام الزائرين حتى أتى عمر بن عبد العزيز وقرر دفن الرأس وإكرامه، وهناك رأى يقول إن موضع الرأس بعسقلان استنادا إلى بعض الروايات وأهمها رواية المقريزى الذى قال إنه بعد دخول الصليبيين إلى دمشق قرر الفاطميون أن يبعدوا رأس الحسين إلى مأمن من الصليبيين، خصوصاً بعد تهديدهم بنبش القبر، فحملوها إلى عسقلان.

ويرى البعض أن رأس الحسين بالقاهرة، حيث يروى المقريزى أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى القاهرة وبنوا له مشهداً كبيراً، هو المشهد القائم الآن بحى الحسين عليه السلام بالقاهرة، وهناك رواية محلية بين المصريين ليس لها مصدر معتمد سوى حكايات الناس، وكتب المتصوفة أن الرأس جاء مع زوجة الحسين عليه السلام "شاه زنان" بنت يزدجرد الملقبة فى مصر بأم الغلام التى فرت من كربلاء على فرس، فى حين يؤكد الشيخ ابن تيمية أن موضع الرأس بالبقيع بالمدينة.