أجمل شىء فى الدنيا الشعور بالكرامة، فهو الحق الأول والأصيل للإنسان والذى يعادل وجوده نفسه، ومن هنا جاء النص عليه فى ديباجة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان «لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة فى جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام فى العالم»، وفى مادته الأولى «يولد جميع الناس أحراراً متساوين فى الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء».
ما حدث فى ليبيا خلال الساعات الماضية، كان نوعا من الحرب بين جانبين، الأول يمثله عناصر إرهابية مجهولة وتحركها أجهزة ودول معادية لمصر، تسعى لشىء واحد هو إهانة كرامة المصريين عموما وكسر نفوسهم وتنكيس رءوسهم فى التراب وإشعارهم أنهم بلا ثمن ولا أحد يدافع عنهم أو يسعى لحمايتهم، والجانب الثانى هو جيشنا المصرى الذى أقسم جنوده وصف ضباطه وضباطه وقادته الكبار جميعا قسم الولاء على حماية المصريين من أخطار الداخل والخارج، وكان أول اختبار له بعد ثورة 30 يونيو عندما نجح فى تجاوز كل التحذيرات الغربية وانحاز للشعب ضد حكم الإخوان المدعوم من واشنطن لتنفيذ المشروع الصهيو أمريكى فى المنطقة.
فى الجولة الأولى من الحرب ظنت الأجهزة والدول العدوة أنها نجحت فى تحقيق هدفها باستعراضها الخسيس بذبح واحد وعشرين عاملا مصريا أعزل موثوق اليدين، وإيذاء مشاعر المصريين، ولم تمر ساعات قليلة إلا وكان الرد المصرى مباشرا وقاسيا بالقصف الجوى لمعاقل ومخازن أسلحة تنظيم داعش الإرهابى فى عدة مناطق مع الإعلان الحاسم بأن الرد المصرى سيكون فى الوقت والمكان المناسبين، وهو ما يعنى استمرار استهداف العناصر الإرهابية أيا كانت.
المصريون الطبيعيون الأسوياء شعروا بالفخر والكرامة بعد الضربات الموجهة ضد داعش، واطمأنوا إلى أن جيشهم يوفى بوعده لهم بأن يذود عنهم كل خطر، وأن يتلقى الأخطار والرصاص فى صدور جنوده وقادته بدلا من المواطنين الآمنين، لكن هناك فئة قليلة من أنصار الجماعة الإرهابية وممن باعوا ضمائرهم لمن يدفع، هؤلاء تجدهم يبثون السموم على مواقع التواصل الاجتماعى فى لحظات الشدة ويعملون على نشر الدعاية المغرضة ضد قواتنا المسلحة، أما عندما ينتفض الجيش فيقتل التكفيريين وينال من الإرهابيين فى الداخل والخارج، نجدهم يلوذون بالحجج الفارغة عن الاستخدام المفرط للقوة وإهدار حقوق الإنسان، فماذا نسمى هؤلاء؟ عزيزى القارئ.. ابحث معى عن إجابة.