هم يروننا كفارًا نستحق الذبح، تقربًا لوجه الله، وتنفيذًا لشريعته، ونحن لا ندرى بوجودهم بيننا فى الشوارع، وداخل مدارسنا ومساجدنا، وتصل الكارثة لذروتها حينما لا ننتبه إلى أن آذان أولادنا وعقولهم تم تسليمها بسبب الفراغ إلى خطابهم المتطرف.
بسيطة وسهلة، لن تقضى على داعش بالقتال، الرصاصة وحدها لا تكفى، ولن تهزم تطرف الإخوان واتجارهم فى الدين ببيان أزهرى، أو توصية فنية، أو تصريح لوزير الثقافة، لكى تقضى على فكرة داعش المتطرفة، وفكرة الإخوان المتطرفة، ليس أمامك سوى إطلاق النار بشكل متزامن فى أكثر من اتجاه، عسكريًا، وفكريًا، واجتماعيًا.
من الظلم أن تدفع رجال القوات المسلحة فى معركة عسكرية، بينما يبقى إخوانهم من رجال الدين والفكر والثقافة والأمن متقاعسين عن خوض معركة تطهير داخلية لشوارعنا، ومؤسسات دولتنا، وإعلامنا من الأفكار الداعشية المنتشرة فيهم، ولكى لا يكون عامًا وفضفاضًا، إليك بهذه المفاجأة:
المفاجأة اسمها يحيى رفاعى سرور، سلفى يلقب نفسه بالباحث الإسلامى، له العديد من الإصدارات المنشورة بترخيص، والمنتشرة فى كل مكان، وهو من قبل ذلك عضو المكتب الإعلامى بالجبهة السلفية، تلك الجبهة التى تحرض على العنف والفوضى فى مصر من بعد 30 يونيو، ومع ذلك مازالت تعمل فى محافظاتها آمنة مطمئنة.
الأستاذ يحيى رفاعى سرور يعيش بيننا آمنًا مطمئنًا، يكتب المقالات فى أكثر من موقع مصرى، يساهم بمداخلاته فى عدد من الفضائيات الإخوانية، يستخدم «فيس بوك» فى التحريض، يدخل إلى المساجد لينشر بها أفكاره، وهنا تكمن المشكلة.. فى أفكاره!
أفكار يحيى رفاعى سرور، وجبهته السلفية تفضحها تعليقاتهم على جريمة الذبح البشعة التى تمت بحق 21 مواطنًا مصريًا فى ليبيا، يقول الأستاذ يحيى رفاعى سرور عن ذلك:
«دبحهم حلال وواجب شرعى، لأن خرفان النصارى راضون تماما عن سلوك الكنيسة فى دعمها لـ 30 يونيو، وبالتالى هم متواطئون مع الكنيسة ومع العسكر فى حربهما ضد الإسلام.. وبناء على ما تقدم، فنحن أمام واحد وعشرين مسيحيًا، دماؤهم رخيصة أصلًا، وليس بيننا وبينهم أى رابطة تجعلنا ندين ذبحهم، بل على العكس من ذلك، نحن نشعر بالإهانة لأن الأقباط فى مصر ظلوا آمنين فيها بعد الانقلاب».
هكذا بمنتهى البساطة يرى الأستاذ يحيى رفاعى سرور- الذى أؤكد مجددًا أنه يعيش بيننا فى الشوارع هو وجبهته- أن كل مسيحى فى مصر واجب قتله، وقبل أن تتهمه بأنه طائفى وعنصرى، وتنحصر مشكلته فى كراهية أبناء الديانات الأخرى، دعنى أنقل لك فتوى جديدة من الشيخ يحيى رفاعى سرور، يقول فيها: «كل منتسب للإسلام مؤيد للسيسى هو مرتد مباح الدم، كل مؤيدى السيسى إما كفار كفرًا أصليًا، أو مرتدون يتوقف قتلهم على ما يترتب عليه من مصلحة سياسية».
باختصار شديد وبسيط، فى شارعك، وربما فى مسجدك، وربما فى منزلك، يجلس واحد من هؤلاء الذين يرون ملايين المصريين كفارًا يستحقون الذبح تطبيقًا للشريعة، ولا يمنعهم من فعل ذلك سوى أن الظرف السياسى الحالى لا يحقق لهم مصلحة فى بدء المذبحة، ولهذا فهى مؤجلة حتى يحين موعد ذبحك وذبحى طبقًا للشريعة الإسلامية الخاصة بهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
عجباً، تدافعون عن حرية الرأى فقط عندما يتفق معكم
عدد الردود 0
بواسطة:
المصالحة هى الحل
المصالحة الوطنية هى الحل هكذا إنتهى الحال فى الجزائر
وثيقة المصالحة تطرح للإستفتاء ..
عدد الردود 0
بواسطة:
جابر السمادونى
مصر شارع الوطنية
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بيحاول يفهم
تمت المصالحة بعد السيطرة شبه التامة للدولة على جماعات الأرهاب بدون دولة قوية مسيطرة لامصالحة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه المصرى
الحق الذى لايريد أحد أن يفهمه ( طرق الله واضحه وطرق إبليس واضحه ) فأين أنت تمشى ؟