تبدو الكلمة غير مناسبة على الإطلاق، لا توجد صفحة فى التاريخ المصرى تخبرنا أن موت الشهادة يتبعه أجواء جنائزية، ولم نولد إلا على معلومة تقول إن للشهيد زغرودة ودعاء وصحبة فى الأرض دون غسل أو تكفين.
أجواؤكم الجنائزية لا تلائم أجواء الأبطال السائرين فى أرض سيناء أو من عانقت دماؤهم رمالها، النحيب والعزاءات وكلمات تطييب الخاطر تصلح فقط لمن ماتوا فوق أسرتهم، أما الرجال الذين يموتون فى أحضان سلاحهم فلا يليق بهم الأسود خاصتكم.
بعضهم يستنكر غضبك، ودموعك، وحزنك، ودعمك لجيش هذا الوطن، يريد منك أن تمسك بالعصا من المنتصف فى وقت لا يجوز فيه سوى أن تمتد الأيدى جميعها لتمسك العصا من طرف وتنزل بطرفها الآخر على رأس العدو.
يستخدمون مصطلحات براقة نحبها ونؤمن بها، ولكنهم يستخدمونها زورا لتبرير عنف وإرهاب الإخوان، يقولون إن العنف لا يولد إلا العنف وهم فى ذلك محقون، ولكنهم أيضا مزورون ومزيفون، لأن العنف القائم فى سيناء هو أصل الجماعة ومنهجها وعقيدتها، تابع كل بيانات الإخوان، وتابع فضائيات الإخوان منذ أن وصلوا للحكم بعد الثورة وحتى هذه اللحظة، ولن ترى فى لهجتهم سوى التهديد بالدم والمزيد من التهديد بالفوضى، وإن كنت ناسى أفكرك:
- حتى لحظتنا هذه أتذكر كيف حول الإخوان قصر الاتحادية إلى سلخانة تعذيب وساحة قتل للمعارضين وحولوا فضائياتهم إلى أبواق للخوض فى أعراض المتظاهرات والمعتصمات أمام القصر، فعلوا كل ذلك وكانوا منعمين فى أرض السلطة ولم يمارس أحد ضدهم أى عنف.
- ما زلت أتذكر أن الإخوان قتلوا بالرصاص الحى 11 مواطنا مصريا أمام مقر مكتب الإرشاد فى المقطم.
- ما زلت أتذكر تهديدات طارق الزمر وقيادات الإخوان وصفوت حجازى لحرق مصر وقتل المصريين وإشاعة الفوضى فى الأرض، واستخدام السيارات المفخخة من فوق منصة رابعة، قبل أن تمتد إليهم أى يد بعنف أو سوء.
- ما زلت أتذكر صوت البلتاجى وهو يهدد بأن ما يحدث فى سيناء من عنف لن يتوقف إلا بعد عودة مرسى.
هل تريد منى أن أخون ذاكرتى، وأصدق أن الإخوان جماعة مظلومة وما تمارسه من عنف وإرهاب وشماتة هو مجرد رد فعل لعنف الدولة؟ آسف يا صديقى لن أفعل، كما لن أقف أيضا مكتوف الأيدى صامتا دون أن أذكرك بأن ما يحدث فى سيناء كارثة تعبر عن فشل وتقصير لن ينصلح إلا بحساب سريع، ولكن قبل الكلام عن تقصيرهم، سأذهب إلى حيث تقف أنت فخورا ومنظرا ومقيما لجنود تحمل أرواحها بين يديها، وأخبرك بأن شهداء سيناء ليسوا مجرد أرقام لكى تتعامل معهم برتابة وروتين السلطة وبطئها فى اتخاذ قرارات لحمايتهم أو الثأر لهم، شهداء سيناء ليسوا مجرد أرقام لكى تتعامل معهم كما يتعامل النشطاء والمثقفين حينما يؤكدون أنهم جنود يؤدون دورهم وكفى، بينما هم فى الأصل جنود يتحملون فشل النشطاء والمثقفين فى إبداع خطاب فكرى تنويرى يهزم الأفكار المتطرفة التى تحصد أرواح الجنود، بدلا من حصد أرواح القابعين فى مقاهى المدن للتنظير، وجنود سيناء يا سيادة الرمز السياسى ليسوا أرقاما تنعيهم فى إعلان حزبى، هم رجال حملوا فوق أكتافهم نتائج فشلك فى ملء الفراغ السياسى، وترك البلد ساحة للإخوان والإرهابيين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى ورجل من الشارع
مصر المحروسه بربنا وبأولادها المخلصين
عدد الردود 0
بواسطة:
Hussain Samy
أصبت
الحقيقة مقال متزن و حقيقى و أكثر من رائع