أكرم القصاص

«لا صوت يعلو».. وطنية غير مرغوب فيها

الجمعة، 20 فبراير 2015 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرة هى المصطلحات والمشاعر التى تم امتهانها عمدا أو بحسن نية، ضمن تصورات للبعض أن الثورة تعنى تجاهل التاريخ والمشاعر الوطنية، ومصطلحات فقدت معناها من كثرة الاستعمال بلا داع، الانتهاك يأتى ممن يعينون أنفسهم زعماء، ومن بعض المنافقين فى «الهيصة».

ومن هذه المصطلحات «لا يصوت يعلو على صوت المعركة»، والذى ارتفع بعد هزيمة يونيو 67، ووقتها غضب الشعب ووجه اللوم وطالب بالحساب، لكنه وقف خلف جيشه، وسانده فى حرب الاستنزاف التى استعادت الروح المعنوية، واستمر الشعار مع السادات حتى حرب 73، وقبل الحرب كانت هناك مظاهرات تطالب السادات بالحرب فورا، وكان يستعد ويرفض الإفصاح.

من عاصر ذاك الزمن يعرف أن المصريين تخلوا عن الكثير من الأشياء من أجل «اقتصاد حرب»، وانتصر الشعب والجيش ولم يمنع هذا من معارضة السادات وانتقاده والخلاف مع قراراته، يومها كان هناك من استغل الحرب، تجار السوق السوداء، وأغنياء الحرب.. لم يكن الشعار فارغا، المصريون وفروا من أقواتهم ولو اكتفوا بالملامة ما انتصروا.
نقول هذا بمناسبة بعض السادة المتنطعين ممن ينتقدون بلا معلومات ويفتون بلا علم، وبعضهم يعتبر مجرد الشعور الوطنى بالفخر فى مواجهة الإرهاب نوعا من المبالغة الوطنية، بينما المشاعر الوطنية لا تعنى التوقيع على بياض.
ولا مانع من أن يشعر الخبير الثورى بالفرح، فلن تنجرح ثوريته وهيئته المكتئبة، بعدها يعود إلى نخبويته وتعاليه ليواصل اتهام الجمهور بـ«الشيخوخة والتشظى البلهنى» لو ليترك الناس لمشاعرها، عندما تشعر بحق أبنائها أو كون الدولة تدرك حدود الأمن القومى، حتى لو كانوا لا يريدون رؤية ما يجرى حولهم.
وتجد الواحد من هؤلاء المنظراتية، يلعب دور الفاهم، ويفتى، ويطالب بأن تعلن الخطوات فى حرب مصر على الإرهاب، وكأنه يريد إعلان الخطط لشهرين، وتحديد الأماكن والتحركات وعدد الأسلحة قبل العمليات بفترة كافية حتى يوافق أو يرفض حضرته، من دون إدراك لضرورات السرية، والتفرقة بين المحاسبة السياسية والتداخل مع خطط واستراتيجيات يفترض أن لها رجالها، ونفس الأمر مع المطبلين ممن يبالغون فى لعب دور المطلع بينما يبغبغون بشائعات وأخبار مضروبة.

لن يخسر «المنظراتى» شيئا لو أتعب نفسه واطلع من مصادر مختلفة، بدلا من مقال يتيم مترجم يتبناه كأنه الحقيقة لمجرد أن كاتبه «خواجة» حتى لو كان مجرد «فيس وتويت». ونفس الأمر بالنسبة لمؤيدين مصفقين يفسدون الفرح بالكثير من النفاق، بينما المواطن العادى يفرح كالشعب، ويحزن ويغضب ويعارض كالشعب ولا يمارس موقف الحياد «الخواجاتى» المريب، والاحتشاد لا يمنع التفكير بعمق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة