قف.. واضرب التحية العسكرية لجيش بلادك، انحنى له احتراما وتقديرا واخلع نعليك حال مرورك بأى من ثكناته، غنى أناشيد البهجة وعلى صوتك بالغنا، امشى فى الأرض مرحا، اخرق الأرض وابلغ الجبال طولا، اسعد وانتشى وافخر ودق الطبول ابتهاجا، اؤمر جهازك التنفسى أن يشم نسمات الحرية وأفسح فى رئتيك مكان لهواء العزة والكرامة، إبعث رسائل لشهداء الإرهاب الغاشم فى قبورهم طمأنهم فيها على دماء كانوا يظنون أنها سالت هباء، ثم اجلس مكانك وتأمل مشهد الحرب جيدا، تابع المشهد بعين ثاقبة وركز فى أدق التفاصيل فالتاريخ يكتب الآن ولن يرحم أى مواطن لم يحاول فهم الحقيقة أو حتى تغافل عنها.. التاريخ لن يرحم كل من سفه أو حط من شأن الضربة الجوية التى قام بها نسور القوات المسلحة فجر اليوم التالى لليلة خيم فيها السواد على سماء مدينتنا وأشعل الحزن نارا فى صدورنا جميعا على ذبح 21 مصريا فى ليبيا بدم بارد، التاريخ لن يغفر لكل حاسد أو حاقد أو مستغِل أو مستغَل أو مدفوع من خصوم هذه الدولة هنا أو خارج هنا واعلم جيدا أن الحياد وقت الحرب خيانة.. الحرب التى تدور رحاها الأن فى سيناء وليبيا أيضا هى الأعنف والأشرس والأصعب فى حياة جمهورية مصر العربية لأن العدوان الثلاثى على مصر هذه المرة ينفذه أشباح لا يقفون فى مواجهة مباشرة معنا ويلعبوا على عنصر المفاجئة وهو الأمر القاسى والمرهق جدا لحماة هذا الوطن المستهدف من كل فج عميق، وطن مستهدف من الداخل على يد أبناء له جاحدين ولدوا على أرضه فى ساعة غضب ونقمة على أوضاعه ومستهدف خارجيا من دول تقاتل لتقسيمه من أجل نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد، مستهدف حتى من دويلة لا تزيد مساحتها عن مساحة شارع شبرا!
لن أخوض فى تفاصيل المؤامرة لأنها واضحة كالشمس لكل من له عينان ترى وآذان تسمع وعقل يدرك، ولن أخوض فى سيرة نشطاء السبوبة ومجاهدى الكيبورد وفلسفة المتفلسفين وفذلكة المتفذلكين الذين لا يعجبهم العجب ولا حتى الصيام فى رجب لدرجة تشعرنى بأن مكتوب على هذه الأمة أن يأتى اليوم الذى تلعن فيه الديموقراطية التى أجبرتها على سماع ما يقوله السفيه والموتور وكل شخص مكانه الطبيعى مستشفى العباسية! سأخوض فى سيرة جيش رفع حالة الاستعداد للقصوى وانتفض لكرامة مواطنيه، ورفع الحالة المعنوية المتردية لكل مواطن مخلص إلى أقصاها، هذا الجيش يحتاج أن نلتف جميعا حوله وأن يتحول كل مواطن فى هذا البلد إلى مقاتل فيه بقلبه حتى وهذا أضعف الإيمان.