فى ظل الأحداث المتلاحقة التى تعيشها مصر الآن لا يجد أى مواطن مفرًا من الجلوس أمام الشاشات التليفزيونية يتنقل بين المحطات المختلفة هنا وهناك، ربما يكون هناك جديد فيما نعيشه فى ظل حالة من الترقب والقلق الدائم على الأوضاع الداخلية والخارجية أيضًا للبلاد، وبعد ما مرت به مصر خلال الأيام الماضية وشهداء الوطن الذين ذهبوا يبحثون عن لقمة العيش وشاهدهم العالم يذبحون على يد الإرهاب الأسود لن أطلق عليه اسمًا بعينه فداعش أو الإخوان أو طالبان أو كل هذه الجماعات هى نفس الوجه لعملات مختلفة وهذا المصاب الأليم الذى جعل المصريين جميعًا فى هذه الليلة جالسين على مواقد من نار مشتعلة فى القلوب وغضب عارم، إنهم أولادنا وكرامة وطن، فأسرع الجميع إلى الشاشات والمواقع لمتابعة المستجدات وظهر فى هذه الليلة التى لم أنساها كل تجار الأزمات أو الشاشات بمعنى أدق الذين تباروا فى إشعال النيران بأبشع العبارات وبدأت المزايدات ولا أعمم أو أشكك فى أحد بعينه، ولكننا حتى لم ننتظر خطاب الرئيس والبعض حسم المسألة أنه سوف يعامل الأمر بنوع من التراخى وجاء خطاب الرئيس بشكل أسرع مما توقعه البعض، خطاب حمل فى طياته كثير من المعانى لمن يفهمها فلو فكر للحظات من بدأوا المزايدات السريعة واستخدام العبارات البذيئة من هو رئيس مصر الحالى وما هى خلفيته وماهى خبراته لتأنوا كثيرًا وتعاملوا بثقة مع صانع القرار .
وحتى لا أطيل عليكم ذهب من ذهب إلى فراشه ومنهم من ظل يزايد وهناك من أكلت نيران الغضب والحسرة قلبه وفعلها الرئيس ونحن فى غفلة فعلها هو ورجاله البواسل خير أجناد الأرض فرحة عارمة أخذًا بالثأر وقدم واجب العزاء، احتفظ لمصر كما قال بحق الرد فى الوقت المناسب.. ولكن ماذا لو رأى وقتها بحكم خبرته أن الوقت غير مناسب أو أى احتمال أو اعتبارات لا نعلمها بالطبع تعرفون ما كان سوف يحدث وما كنا سوف نشاهده عبر الشاشات أو المواقع من العويل والنهنهة وندب الحظ العسر ولا يخلو الأمر وقتها من المقارنات والاتهامات دون تفكير فإنها أمور تمس الرأى العام ولابد من التماشى والتمايل مع الموجة وهذه سياسية يتبعها كثيرون، هذه هى الأزمة التى نعانيها ولابد لها من نهاية فهذا أصبح أمرًا مهمًا ليس من أجل ما حدث أخيراً وما يحدث الآن أن الإعلام المصرى يقتل القدوة يا حضرات إننا تخطينا حاجز الخوف وكسرنا معه حاجز الاحترام عندما يشاهد أولادنا الشاشات وأتحدث عن هذا كأم وبالطبع قبل أن تقولوا لى امنعيهم من المشاهدة أنا بالفعل اصنع هذا، أحاول منعهم من مشاهدة تلك البرامج التى يتم فيها إهانة المسئول ولكنى أستطيع منعهم الآن لأنهم ما زالوا صغارًا ويوم ما لن أستطيع، بالطبع هناك أمور وأحداث لابد من نقاشها وانتقاد الأداء المتراخى ومناقشة المسئول ونقده هو أيضًا وهناك ما يستحق النقد ولكن هل هناك أسلوب آخر للنقد لا نتخطى فيه حاجز الاحترام؟ ماذا لو شاهدنى ابنى وأنا من العاملين فى هذا المجال أهين وزير التربية والتعليم مثلاً بالرغم من تحفظى الشديد على أدائه وأقولها صراحة ولا أخيفها وأطالب بتغيره هل سوف يحترم ابنى ناظر مدرسته أو هذه المنظومة بأكملها؟ وإذا ذكرت المؤسسة الشرطية بأبشع ما فيها واتهمت الضباط كما يقول البعض ولن أعيد ما يقولونه هل سوف يحترم ابنى القانون؟ هل سوف يتعامل مع الضابط أو المجند باحترام؟ إنها بعض الأمثلة التى أذكرها وتنطبق على الجميع كيف نعول على الأجيال القادمة ومعظم ما يرونه يجعلهم يشعرون بالتخبط وانعدام الاحترام والثقة.
ابحث عن القدوة وهناك من دخلوا مجال الإعلام حديثًا وبالتالى يحتاجون إلى قدوة، البعض يقول هؤلاء شباب حديث العهد بهذا المجال لا يفهمون شيئًا ويفتقرون الخبرة إذا قولوا لى من سوف نشاهده ويكون قدوتنا نتعلم منه ونشاهده كيف يتعامل مع الأزمات ويقدم واجبه تجاه المجتمع من إيضاح الحقائق للرأى العام وطريقة تناوله للمشكلات التى تطرأ على مجتمعنا، هل أتعلم الصراخ وغلق الهاتف فى وجه من أحدثه وإنهاء المداخلات بطريقة غير أدبية أم أتعلم الابتزاز والمخالفة الدائمة والتهكم والسخرية أم أتعلم النفاق ودفن الرءوس كما النعام، ما نشاهده ينتقل داخل بيوتنا وفى شوارعنا نحطم بدون أن نعلم أو ربما نعلم القدوة ونهدم معه جدار الاحترام، أين العقلاء وأين الضمير فى الكلمة التى تخرج من الأفواه التى ربما تشعل الفتنة وتقتل معها الحياة، اعلم جيدًا أنه لابد أن نناقش الأزمة ولا مانع من التوجيه مع العلم أننا لابد أن نعرف أن هناك حاكم ورئيس هو صاحب القرار أعطيناه الثقة ووليناه فهناك مؤسسات فى الدولة هى اعمدتها وقرار وطريقة الإصلاح متروك له أيضًا، مصر الآن تحارب الإرهاب وهناك دول داعمة لهذه الجماعات المتطرفة نعلمها ولكن لماذا نساعد على صنع عداء مع شعوب هذه الدول فالمشكلة مع الحكومات والأنظمة المتحكمة فى هذه الدول، من يقبل أن تهان بلده وتسب بأبشع الألفاظ حتى وإن كان يعلم أن حاكمه ظالم وراعى للإرهاب وربما هو مغيب من أعلام فاسد يشاهده، انتقدوا النظام والحاكم ولكن دون إهانات وعبارات خادشة للحياء والدخول فى أعراض. إننا نحن المصريين صنعنا التاريخ والحضارة وتعلم منا شعوب العالم أن أعلامنا له قوة فى المنطقة العربية بأكملها وهو الأكثر مشاهدة فدعوهم يتعلموا منا كيف نحترم من حولنا مهما كان اختلافنا معهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بقاء مشاكلنا بدون حل وتفاقم بعضها سبب تشكك الكثيرين فى امكانية القدوه وحدها على ضبط الامور
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
احتياجتنا كثيره وامكانياتنا محدوده علاوه على البطء القاتل واستغلال النفوذ وفساد معظم مؤسسات الدوله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بناء الثقه يولد الاحترام ويدفع الجميع للعمل ونهضة البلاد
بدون