قال رسول الله صلى عليه الله عليه وسلم: «لن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أخبركم بشىء حتى تحابوا أفشوا السلام بينكم»، إن هذا الحديث ينسج السلوك الإيمانى بنسيج الفلاح والسعادة ويربط بين أوله وآخره لأنه يستحيل أن يصف الرجل نفسه بالإيمان وقلبه كله كراهية وغيره وحسد وأمانى بالشر لغيره. فمثل هذا القلب الذى لا يعرف الحب لغيره من البشر عليه أن يطهر وينظف قلبه من كل الصفات المزمومة، فالقلب الذى لا يعرف كيف يحب أخاه من البشر فإنه لن يعرف كيف يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه التى بين جنبيه» ولن يعرف كيف يحب خالقه سبحانه وتعالى وهو مطلع على القلوب. فهذا الصنف من الرجال لن يخدع الرب ويقول إنه يحب الناس ويحب الله سبحانه وتعالى ورسوله نبى الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم.
أما الحلقة أو المرحلة الثالثة فى الحديث الشريف فهى: «أفشوا السلام بينكم»، فهذا يعنى أنه على الإنسان أن يحقق السلام الداخلى فى باطنه فيتغلب على نفسه الأمارة بالسوء فيقتل الأنانية والنرجسية والشح والكبر، وكل هذه الصفات هى صفات إبليس الملعون التى هى السبب وراء طرده من الجنة، والتى ستجعل إقامته الأبدية فى نار جهنم.. ويجب ألا ينسى الإنسان الحديث الشريف «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، ففى هذا الحديث سعادة البشرية كلها.