عفوا عزيزى القارئ المحترم إنه ليس اسم لفيلم جديد، أو رواية يتم تداولها فى الأسواق أو تكملة لقصة (أبو زيد الهلالى سلامة) التى أبدع فيها القدير والشاعر الهمام (عبد الرحمن الأبنودى) ومغنيها (عمنا) جابر أبو حسين عليه رحمة الله، بل هى رواية حقيقية رأيتها بعينى رأسى فى موقف بديع.
فى بداية حديثى لن أطيل عليك أيها القارئ العزيز لأصف لك رحلاتى داخل هذا الوطن العزيز فهذه هواية شخصية أتحمل تبعاتها بشكل شخصى ولكننى عندما أرى شىء يستحق النشر أبادر دائما بعرضه على القارئ المحترم فربما تعم الفائدة وكذلك من الممكن أن نتدارك الأخطاء إن وجدت أو نمتدح أهل الفضل أو نرى من أبناء الأصول فى مصر ما يستحق التسجيل ليكون تراث للأجيال القادمة.
وأبدأ بمسمى العنوان الذى جعلك بالتأكيد تتساءل ماذا تقصد بابى زيد المصرى؟ لأجيبك على الفور بأننى وأثناء رحلتى من محافظة الإسماعيلية إلى مطروح شاهدت منظر عجيب وغريب منذ زمن بعيد لم نسمع به أو نشاهده فقد فوجئت وفى منطقة (الضبعة) بمحافظة مطروح بشبه انقطاع للطريق الدولى وأناس يهرولون نحو سيارة معينة وجميعهم تعلو وجوههم علامات البشر والفرح فاعتقدت أن فى هذه السيارة شخص غائب أو قريب لهؤلاء الناس ذو مكانة فيهم.
فتمكن منى فضولى وبدأت أترجل من سيارتى لالتقط من يجاوب عن سؤال حائر فى صدرى، (من الشخص الذى يستقل تلك السيارة) فيرد على أحدهم (إنه أبو زيد إنه أبو زيد) وكانت إجابته سريعة ومختصرة على أساس أننى أعرف أبو زيد مثلا، فقلت فى نفسى هل ظهر أبو زيد من جديد؟ وتذكرت قصة أبو زيد وأغنية التتر (أبو زيد هيفضل معانا)!!
ولكن إجابة الرجل زادت فضولى لأسأل نفسى من هو أبو زيد هذا؟ الذى يقابل بكل تلك المحبة والترحاب من المواطن البسيط، فيقول لى أحدهم إنه المحافظ الجديد (حبيبنا)، وقالها بكل عفوية فقلت له هل سعادتكم لأنه من أبناء مطروح؟ فيجيب إنه ليس من أبناء مطروح لكننا نعتبره أكثر من أخ وصديق.
فقررت أن استقصى عن هذا الأمر الفريد فوجدت هذا الرجل أو النسخة المصرية من أبو زيد (ذاك الفارس الأسطورة) ما هو إلا ضابط مخابرات حربية (قدير) تعامل بأسلوب راقى ومحترم (أثناء قيادته للمخابرات الحربية) بتلك المحافظة التى تمتاز بأشياء كثيرة أقربها للتفسير أنهم أبناء أصول فوجود القبائل والنظام العائلى قلل فيها بند (العيب) وجعلها تمتاز بالهدوء النسبى بشكل واضح بالمقارنة ببعض المحافظات الأخرى.
القارئ المحترم. قد يرى البعض أن هذا أمر طبيعى فقد تعودنا أن نستقبل المسئول بالترحاب، ولكن أصدقك القول أن ما شاهدته من فطرة جميلة بعيدة كل البعد عن أساليب النفاق التى يعتادها البعض جعلنى أتأكد أن مصر (لسه بخير) كما يدرج على لسان عامة الشعب، وتمنيت كثيرا وأنا أتأمل هذا المشهد أن نرى مثل هذا الرجل فى معظم ميادين العمل فى مصر.
أتمنى أن يتعامل كل مسئول بتلك الطريقة المحترمة التى سلكها هذا الرجل وأن يضفى على عمله فى أى موقع كان روح الود واحترام المواطن وفعل كل ما يستطيع لتسهيل شئون الناس بدلا من (البيروقراطية) اللعينة التى تؤدى بدورها إلى اتجاه المواطن لتقديم الرشاوى ومن ثم انتشار الفساد.
بالتأكيد هذا الرجل أو (أبو زيد المصرى) الذى لا يعرفنى ولا أعرفه لم يخترع من (عدم) سوى أنه تعامل بإنسانية جلبت له قلوب الناس وعلى استعداد أن يحملوه فوق الأعناق فقط لأنه أحس بهم وبما يعانون فكان لهم أب وأخ وصديق مما جعله يستحق تلك المكانة التى انتقلت من المكاتب إلى القلوب فهل نجد مثل أبو زيد المصرى فى أماكن أخرى فى هذا الوطن الذى يحتاج أن يكون الجميع على قلب رجل واحد؟
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة