لماذا كل الاهتمام بالكلمة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى عن أى كلمة سابقة له منذ توليه رئاسة الجمهورية، أو حتى حين كان وزيرا للدفاع، أعتقد أن أسبابا جوهرية وراء الكلمة يمكن إدراجها فى الآتى:
1 - الشكل الذى خرجت به الكلمة إلى النور، جرى تسجيلها فى مكتب الرئيس للمرة الأولى، وليس فى صالة استقبال الزوار أو تلك القاعة التى تحمل على أحد جدرانها خريطة مصر أو حتى استوديو الرئاسة بخلفيته الزرقاء المعتادة، وهو ما يعكس أن فريقا جديدا حول الرئيس يفكر بشكل مختلف، حتى وإن خرج الحديث فى النهاية بمشاكل فنية فى المونتاج.
2 - ارتبطت كلمات الرئيسى السيسى عند المصريين منذ توليه الحكم بأوقات الأزمات وإعلان الحداد، وعلى سبيل المثال كلمته عقب عملية كرم القواديس، وعقب استهداف 8 مراكز أمنية فى سيناء وعقب عملية الفرافرة، وعقب ذبح 21 مصريا بليبيا، ومن ثم السيسى كان يحتاج أن يخرج للناس فى صورة غير الصورة التى اعتادوا عليها، فى صورة طبيعية، يتحدث فيها عن وضع البلد بهدوء، وهو ما كان فى حديث السيسى.
3 - إدراك الرئيس أن كل الرسائل التى كان يريد توجيهها للشعب، لم تكن بالأساس فى خطابات للشعب، بل كانت فى مناسبات عامة يتحدث فيها مثل المناورة بدر، لقاءات الصحفيين، لقاءات الإعلاميين، اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، زيارة خارجية لدول أجنبية، ومن هنا كان تأكيده فى بداية الكلمة أنه يتحدث للشعب بدون وسيط، وسيكرر الأمر كل شهر، خاصة أن شعبية الرئيس فى الشارع- لست متحدثا باسم الشارع- بدأت تقل، ونستنبط ذلك من خلال مناقشاتنا مع أهالينا وأصدقائنا فى العمل.
4 - الغريب، أن الكلمة رغم التحديد فى بدايتها أنها للشعب المصرى إلا أن ردود الأفعال العربية والعالمية كانت كثيرة، لأنها تتضمن رسالة أولى بتكوين جيش عربى لمواجهة الإرهاب.
5 - اللافت فيما وراء حديث السيسى أنه «عندك رئيس بيذاكر»، تقصد إيه.. أقصد، أعد جيدا للكلمة، بالورقة والقلم، ولم يخجل من قراءة الأوراق، وذكر التفاصيل النوعية لإدارة البلاد والمجالس التخصصية التى شكلها، ويعمل على تدعيمها لتقوم بدور أكبر.
6 - هتسألنى، تقولى: «هى كل حاجة الرئيس قالها إيجابية كده؟»، سأجيبك، لا، عندى ملاحظات طبعا، ولكنها لا ترقى لمرتبة «الملاحظات السلبية»، هى ملاحظات سهل تداركها فى الكلمات المقبلة، مثل طول وقت الكلمة، ومونتاجها، والحديث بشكل عام فى القضايا دون ذكر جداول زمنية للتنفيذ مثل مشروع محور قناة السويس وليس القناة نفسها، ومثل خطة تطوير العشوائيات، ذكر المشروع ولم يفد بميعاد البدء به أو الانتهاء منه.
أخيرا.. عن قناعة تامة، سعيد بالكلمة، شكلا، ومضمونا، وسعيد أكثر بروح التغير والتفكير المختلف فى دائرة صنع القرار حول الرئيس، لأننى وشبابا من جيلى طالبنا كثيرا بروح التغيير، وكتبنا من أجلها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة