أكرم القصاص

مطلوب إرهابى حسن المظهر!

الثلاثاء، 24 فبراير 2015 07:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالبت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بضرورة توفير وظائف للإرهابيين حتى ينصرفوا عن الإرهاب، وهى دعوة أثارت ردود فعل فكاهية لدى قطاعات من الأمريكيين يرون أن الرئيس الأمريكى أوباما وجزءا من إدارته، ليسوا جادين فى مواجهة داعش، فضلا عن كونهم جمعوا الإرهابيين ودعموهم ومولوهم بالمال والسلاح، ثم إن التجارب الظاهرة حتى الآن تكشف أن الاندماج فى صفوف داعش لا علاقة له بالفقر أو الحاجة، وفى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا هناك شباب وشابات متعلمون جيدا ومن أسر أوروبية ميسورة تركوا بلادهم بحثا عن قطع لرؤوس أو جهاد النكاح.

ثم إن أغلب قيادات التنظيمات الإرهابية أغنياء ومتعلمون أطباء ومهندسون، وحتى فى الدول العربية يندمج فى صفوف الإرهابيين شباب ميسور أو لديه وظيفة، وكل هذا يجعل الدعوة لتوظيف الإرهابيين، تدفع لتداعيات مثيرة، فما هى الوظائف التى تناسب إرهابيا كل خبراته قطع الرؤوس أو تفجير القنابل، فضلا عن كونه يرى العالم كله مرفوضا ومكروها يستحق القتل، وحتى يصعب تصور هؤلاء وهم يقبلون وظيفة جزار، لأنها أيضا تحتاج قدرا من الإنسانية لا يتناسب مع دموية هؤلاء المفجرين، أو ربما يعاد توظيف هؤلاء من خلال الأجهزة والأنظمة التى صنعتهم، لكن المطلوب ليس نقلهم وتوظيفهم فى أمريكا أو أوروبا.

وقد رأينا كيف كانت الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر تنشر إعلانات تطلب فيها جواسيس عرب ومسلمين بأجور مرتفعة، ربما كان هؤلاء هم من يريد أوباما تشغيلهم، وطبعا لن يقبلهم فى أمريكا أو أوروبا ويطالب بتوظيفهم داخل الدول العربية والإسلامية، أو فى دولهم، وحتى الدول الأوروبية تفكر فى تشريعات تبعد بها الدواعش خارج أوروبا خوفا من عدواهم، بينما لا تمانع أمريكا فى نقل وتشغيل الإرهابيين فى بلاد أخرى متصورين أنهم يتخلصون من عبء كبير للإرهابيين.

طبعا لا يشعر الرئيس الأمريكى بأى ذنب وهو يرى نتاج أعمال إدارته فى تزويد الإرهابيين بالسلاح والمال ونقلهم وتقويتهم، بزعم أنهم يبنون الديمقراطية، بينما تحولوا إلى وحوش، وظهر مذيع أمريكى وهو يعرض فيديو لأحد أعضاء الجيش السورى الحر يخرج قلب وكبد جندى سورى قتله، ويأكله أمام الكاميرات، وقال المذيع لأوباما إن هؤلاء هم من ندعمهم، وأرسلناهم ليتحولوا إلى وحوش، وآكلى لحوم بشر، بشرط أن يكون الإرهابى حسن المظهر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة