على الرغم من أهمية كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء أمس الأول، التى تأتى فى توقيت مثالى، من حيث زخم الأحداث، وتواترها السريع، فى الداخل والخارج، إلا أن الفريق التقنى لنقل الكلمة المتلفزة، سواء المخرج أو المصور أو المونتير، كانوا بعيدين عن مستوى الحدث وأهميته، البالغة.
هناك فارق شاسع بين أن تنقل مباراة رياضية للعبة شعبية مثل كرة قدم أو تكون المخرج المسؤول عن فيلم سينمائى، وبين أن تكون مخرجا لبرنامج أو كلمة سياسية ينتظرها، الخارج قبل الداخل، وهنا الاختلاف سيكون واضحا وشاسعا.
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تنقسم إلى شقين، مضمون، وشكل، أما عن المضمون فالرجل، كان صريحا وواضحا، يختار ألفاظه بعناية، تؤكد أنه جدير بالجلوس على سدة حكم دولة متجذرة فى أعماق التاريخ، وأثرت حضاريا وثقافيا فى شعوب العالم.
أما الشكل، فهنا لابد من وقفة، فالإخراج والتصوير ارتكب جريمة تستوجب محاكمة الفريق الفنى كله لارتكابهم خطايا حقيقية فى نقل الكلمة تلفزيونيا بشكل لا يليق بخطاب سياسى، رصين، يؤثر فى محيط مصر الإقليمى ويترقبه المجتمع الدولى عن كثب، المخرج وفريقه ارتكبوا أكثر من خطأ، بالرغم من نواياهم الحسنة فى محاولة حثيثة منهم لتقديم نموذج فى النقل المتلفز فيه شىء من الإبداع والخيال، ولكن ليعلم الفريق الفنى أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة وأن هناك إبداعا متطرفا لا يستقيم مع قيم الوقار والرصانة التى تتميز بهما كلمات الرؤساء والزعماء.
ومن بين خطايا الفريق الفنى، أن الإضاءة لم تكن جيدة بالقدر الكافى، والتصوير خانه التوفيق كثيرا، وكانت الكاميرات رغم كثرتها، بعيدة عن الرئيس، ولم تركز وتبرز النقاط المهمة التى كان يتطرق إليها فى كلمته، أما الخطأ الأكبر الذى يتحمله المخرج فبجانب أن ليس لديه الخبرة الكافية فى تصوير الخطب السياسية وبالتالى غاب عن ذهنه التقدير لأهمية كلمة الرئيس، فإن تقطيع الفقرات كان سيئا، والانتقال من كادر إلى آخر بشكل سريع.
الدليل على ذلك أن عددا من المخرجين المشهود لهم بالكفاءة انتقدوا طريقة إخراج كلمة الرئيس بشدة، وأجمعوا على أن التصوير والمونتاج كانا سيئين جدا، ويدفع بهم إلى خانة الهواه، ولم يكونوا على مستوى كلمة الرئيس المهمة التى تناول فيها على مدار 40 دقيقة الأوضاع الداخلية والخارجية، بقوة كما أجمعوا على أن كل الفريق المسؤول عن نقل الكلمة المتلفزة ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالسياسة، وأن خبرتهم معدومة فى نقل مثل هذه الأحداث وأن قدرة فريق العمل تظهر بقوة، فى القدرة على إظهار الرئيس فى صورة الوقار والرصانة، والتركيز على وجهه.
أما عن الإيجابيات فى الكلمة فهى عديدة، بمضمونها ورسائلها، واحتوائها على ما يقرب من 40 تصريحا مهما، وأن الحوار كان بدون مذيع.
دندراوى الهوارى
مطلوب محاكمة مخرج ومصور كلمة الرئيس.. فى ميدان عام!!
الثلاثاء، 24 فبراير 2015 12:00 م