إذا أردنا إنهاء حالة البحث عن سبب الفشل الرياضى عامة، قبل أن نخصص الجزء الأكبر للمجنونة المهووسة كرة القدم، فلابد أن نعى جيدًا أن الإدارة هى المتهم الرئيسى فى كل الأحوال، وليس أغلب أو أكثر الأحوال!
مهما رصدنا وكشفنا غطاء الفشل، فلن نجد غير عدم الاهتمام بوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب طبقًا للكفاء، بل يظل من يختار الفشلة يهبط بمعيار الكفاءة، حتى يضبط المقاس على الشخصية التى تم إعدادها من أهل الحظوة والثقة، حتى لو كانت نتيجة معادلة الكفاء صفرًا.. سنجد أن «الصفر» عند الفشلة هى درجة النجاح بتقدير جيد جيدًا مثلاً!
الحقيقة أن الشارع الرياضى المصرى به بعض النماذج الإدارية التى تدعوك لأن تفخر بوجود هذه النماذج، لأنها تشبه أعمدة الإضاءة فى شارع مظلم وكله حفر ومطبات، وغالبًا ما ستجد فى هذه النماذج صيغًا بخلاف أنهم مؤهلون و«صنايعية» فى علم الإدارة.. مثل الإبداع، ومواهب أخرى.
محمود النواصرة إحدى علامات نموذج النجاح الإدارى، ورغم أننى عرفته مديرًا عامًا لأحد الأندية الكبرى «الصيد»، يحقق النجاح تلو الآخر فى الإدارة لسنوات عدة، حتى أصبح كما وصفت «شيخ طريقة» إدارية، لم نسمع يومًا عن «دوشة» حول مدير لناد بهذا الحجم، وكأن الأمور تسير على «سيستم» تفخر به جمعية النادى العمومية.
فجأة التقيت «النواصرة» كاتبًا وأديبًا صدرت له من قبل 5 قصص وروايات.. والآن بين يدى آخر إصداراته، وبالأحرى إبداعاته «بيت الجمالية» عن دار الشروق.
«بيت الجمالية»، رواية «النواصرة»، تحمل عبق محفوظ وأحيائه الشعبية، ومحمود عبدالحليم عبدالله بكل مشتملات الريف الذى كان حنينه الأكبر، وإحسان عبدالقدوس، واجتماعياته المبهرة.
أبدع الصديق «النواصرة» فى «بيت الجمالية»، لدرجة أننى أشتم رائحة رواية تحتاج أن تتحول لسيناريو سينمائى، أو مسلسل تليفزيونى، يعطى الفرصة للجماهير للعودة عبر عمل أدبى نحو مصر الحقيقية بكل قيمها، وتعدديتها، فى وقت تسعى خفافيش الظلام لضرب هذا التوحد المصرى.
لعلنى لم أذهب بعيدًا عندما وصفت رواية «النواصرة» هذه الأوصاف، لأن الجماهير أيضًا أنصفتها، لذا نفدت الطبعة الأولى جميعها فى معرض الكتاب.
لهذا، فإن النجاح والكفاءة-جنبًا إلى جنب- هى معادلة = إدارة ناجحة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الناقد احمد المالح
المواهب كثيرة