أصبح معتادا أن يتداول شهود عيان أنباء كمائن المسلحين فى الشيخ زويد ورفح ومناطق أخرى بشمال سيناء، يتدفقون بسيارات الدفع الرباعى الحديثة بسرعة، وينصبون الكمائن على الطرق وفى بعض النقاط المحورية، فى وجود كاميرات التصوير التى تسجل كيف ينصبون الحواجز الأمنية، وكيف يستوقفون المارة بملابسهم الغريبة وأعلامهم السوداء وينظرون فى الهويات الشخصية، ومن يجدونه منتميا لأى قطاع من القطاعات التى يستهدفونها، الجيش والشرطة والإعلام وشيوخ القبائل يحتجزونه تحت تهديد السلاح دون إبداء أسباب والويل كل الويل لمن يعارضهم أو يقف فى وجوههم العكرة.
صحيح أن هؤلاء المسلحين مدربون على التدفق السريع من المغارات والمخابئ نحو الطرق السريعة والنقاط التى يستهدفون استعراض قوتهم عندها، وصحيح أنهم ينصبون حواجزهم لفترة قصيرة ثم يلمون أدواتهم، ويرحلون بعد أن يسجلوا نقطة على الأمن ونقاطا فى نفوس المواطنين، الذين يتصادف وجودهم فى ذلك الوقت، وصحيح أيضا أن هدفهم اصطياد فريسة يذبحونها فى فيديو أو من أجل أن يتداول الحاضرون بالصدفة الخبر وسط أكبر عدد من الناس بمزيد من الرعب والتهويل، إلا أننا بحاجة إلى وسيلة فعالة لاصطياد هؤلاء الإرهابيين فور خروجهم من مخابئهم.
لماذا لا ينشر الجيش والشرطة أرقاما ساخنة لقوات انتشار سريع، تتحرك بالطائرات لتسحق هذه الكائنات الإرهابية فور ظهورها؟ ولماذا لا تعامل السلطات هذه الخلايا السوداء بنفس أسلوبها؟ فإذا كان المتطرفون يستخدمون ناضورجية بأجهزة لاسلكى متطورة، لرصد حركة قوات الجيش والشرطة وإبلاغ زعماء الإرهابيين بها، فلماذا لا ندعم وجود أفراد استطلاع فى كل بقعة من شمال سيناء على أن يتم تزويدهم بأجهزة لاسلكية متطورة أيضا أو دائرة تليفونية مغلقة، للإبلاغ عن ظهور مثل هذه الخلايا الإرهابية.
سرعة التعامل مع الخلايا الإرهابية التى تنصب الأكمنة وتروع المواطنين فى شمال سيناء، أمر حتمى وله دلالته الكبيرة، بأن تكتيكات حرب العصابات لا تجدى مع القوات النظامية التى تتمركز فى نقاط ثابتة أو تقوم بمداهمات فى قوافل كبيرة مرصود حركتها، وبالتالى يمكن الاختباء منها بسرعة.
بدلا من تداول شهود العيان لأخبار الكمائن التى ينصبها المسلحون فى شمال سيناء، نريد أخبارا متتابعة عن ضرب سيارات المسلحين فور ظهورها بين رفح والشيخ زويد، نريد رصد دبة النملة فى شمال سيناء وسحق هذه الحشرات فور أن تظهر رؤوسها لتخرق القانون.