هل تحتاج «داعش» إلى دعاية مضادة بعد كل هذه الفيديوهات التى يتفننون فى جعلها أكثر بشاعة ودموية، كانت مشاهد الحرق والذبح كافية جدا للكشف عن نفسياتهم الإرهابية، لكن علينا أن نتصور من يأتى بعد كل هذه الصور والأفلام، ليقول إن التشكيك فى إنسانية الدواعش افتراء ودعايات مغرضة هدفها تشويه المجاهدين الذين يخوضون معركة الدفاع عن الأمة فى مواجهة المؤامرات الكبرى. هذه ليست نكتة لكنه رأى لأحد دواعش الفكر وأحد مدمنى البانجو الدواعشى.
كان المذيع يسأل شخصا يصفه بالدكتور محمد أسعد التميميى عن وصف داعش بأنهم خوارج، وأن أعمال التنظيم فى الذبح والقتل والتمثيل تسىء للإسلام، وتخرج داعش من الانتساب للدين، فانتفض الرجل كأن لدغته حية وبعد أن بسمل وحوقل وكركع وسرسع، قال إن من يصفون داعش بالخوارج أو ينسبون لها الذبح أو الحرق أو القتل، وأن الدواعش يبشعون ويمثلون بالجثث فهذا ظلم وافتراء. للوهلة أولى تصورت أنه يلقى نكتة ويريد إضحاك الجمهور لكن الرجل، بدا متحمسا وهو يدافع عن داعش، ويتبنى أكثر الأفكار طائفية فهو يرى أن داعش جهاد ضد الشيعة، وطبعا يستدعى المتكلم المحوقل أشد عبارات الكراهية والطائفية والعنصرية، وهو يشن حربه المؤيدة لداعش.
والسؤال: هل تحتاج داعش لمن يفترى عليها، وهى تقدم المذابح والحرق والتمثيل بالجثث بتصوير ومستوى فنى وإخراجى كبير. يقدمون كل ما يشرح للناس كيف أنهم خارج نطاق البشر، وأنهم لا يألون جهدا فى مطاردة كل من يختلف معهم فى الدين والمذهب والطائفة. طبعا هذا بالنسبة للإنسان الطبيعى، أما بالنسبة للكائن الداعشى التميمى فهو أمر مختلف.
لكن الدهشة تنتهى عندما تطلع على صفحات الداعشى التميمى على فيس بوك وتويتر، وترى «الصرف الفكرى» فهو يبررالقتل للمسيحيين والإيزيديين المسالمين، ويعتبر قتلهم نوعا من الجهاد، وطبعا يتبنى أكثر الأفكار عنصرية وطائفية ويبدو ماكينة كراهية، ينشر أكثر الأفكار تعصبا وعنصرية بما يتجاوز داعشية الدواعش، وهو أردنى لم يبد منفعلا بحرق مواطنه الكساسبة على يد أصدقائه الطيبين فى داعش.
وعندما تشاهد أو تسمع الداعشى الاستراتيجى، تكتشف أن الدواعش تجاوزوا فى أفكارهم دراكولا والمستذئبين، وكل هذا يمكن اعتباره «مرضا نفساويا»، لكن المثير أن التميمى يرى أن وصف داعش بالدموية والتمثيل بالجثث افتراء عليهم، وهم لا يحتاجون لمن يفترون عليهم، وما يقدمونه مسجلا بالصوت والصورة يكفى للتعبير عن داعشيتهم. ونظن أن الدواعش سوف يغضبهم وصف مفكرهم التميمى بأنهم بشر، بينما يبذلون كل جهد ليتفوقوا على مصاصى الدماء.. وسوف يردون على الداعشى التميمى: «بس ماتقولش إنسان».