اللعب أصبح على المكشوف فى الملعب الكبير المسمى بالشرق الأوسط، واللاعبون الأساسيون الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل يخرجون ألسنتهم لنا ويغيظوننا بصور «السيلفى» مع البلطجية والإرهابيين والمشتاقين الصغار الحالمين بتكرار نموذج الدولة العبرية فى المنطقة.ورغم الهجوم الشديد من الجمهوريين والديمقراطيين على تناقضات سياسة أوباما الذى يتعامل مع الإرهابيين ومن يدعمونهم، فى الوقت الذى يشن حربًا جوية على معسكرات الإرهاب فى العراق وسوريا، إلا أن الرئيس الأمريكى مصمم على الذهاب إلى آخر المدى فى مشروعه الدموى التدميرى الفاشل لمنطقة الشرق الأوسط.
وجاء اللقاء الذى جمع أوباما والأمير القطرى تميم بن حمد ليمثل قمة المسخرة السياسية، ليستكمل الكوميديا السوداء التى تعيشها منطقتنا بوجود كيانات من أمثال داعش والإخوان وجبهة النصرة وأنصار بيت المقدس، وغيرها من الجماعات التى يتولى الإرهابيان تميم وأردوغان تمويلها، وإقامة معسكرات تدريبها ونشرها فى المناطق العربية لإشعال الحروب الأهلية، حسب الدور المرسوم لهما.
تميم الذى أعلن قبل زيارته لأوباما عن توجيه 35 مليار دولار للاستثمار فى أمريكا، والذى انفضح بجلاجل بعد اكتشاف آثار تمويله وإنفاقه السفيه على دواعش ليبيا، ناشد فى مقال مدفوع فى نيوريوك تايمز الرئيس الأمريكى بأن ينقذ الربيع العربى من الانهيار - تقف فى حلقى جملة يعاقب عليها القانون - وأن يجدد أمل من وصفهم بالشباب العربى فيما أسماه بـ«المفاوضات التعددية والشاملة، وإيجاد حلول لتقاسم السلطة بين المتنازعين الإقليميين، وتحميل الطغاة مسؤولية ما يحدث من خلال منظور استراتيجى للأزمات يضمن الاستقرار على المدى الطويل»
وكان أن استقبله أوباما فى البيت الأبيض ليخرجا بعدها بتصريحات بها من العهر السياسى أكثر من الكذب، وتحمل من الكيد أكثر من الدبلوماسية، فقد شكر أوباما - آه والله - تميم على دعمه للتحالف فى مواجهة داعش، «لاحظ أن البغدادى وتنظيمه بالكامل صناعة السى آى إيه»، كما اتفق أوباما وتميم- والعهدة على وكالات الأنباء- على التزامهما بمحاربة «المتطرفين الإسلاميين»، ودعم «المعارضة المعتدلة» فى سوريا، واعتبار طرد بشار الأسد من منصبه تحديًا استثنائيًا.
وعندما حان دور ابن موزة ليتكلم أكد التزام قطر بهزيمة تنظيم داعش، ودعا أوباما للعمل سويًا لإنقاذ الشرق الأوسط من حافة الانهيار، آه والله، هذا ما قالاه، وإن كنت أشك أنهما كانا عاريين أمام الصحفيين، ولم يكن ينقصهما إلا قهقهات الجماهير الحاضرة فى مسلسلات الـ«ست كوم» الكوميدية بعد كل جملة ينطق بها أحدهما.