هل يعلم الشعب المصرى أن المواطن الوحيد الذى يعمل بكل ما لديه من قوة وعزم هو المواطن عبدالفتاح السيسى الذى انتخب رئيس لمصر منذ أكثر من 8 أشهر والدليل أن مصر كلها تتحرك عندما يفكر ويقرر ويخطط الرئيس وهو ما يعد مؤشرا خطيرا، والسبب أن الرئيس لا يوجد حوله من يفكر خارج الصندوق مثله، وهو ما يعد كارثة على مصر لأن العمل الجماعى هو المطلوب فى هذه الأيام لإنقاذ مصر من الدمار والخراب الذى حل بها بعد هوجة يناير واستمرار الإخوان فى تعطيل حال البلد من خلال مظاهراتهم الدموية والعمليات الإرهابية التى تساهم فيها الجماعه بكل ما لديها من عنف.
والحقيقة أن مشهد مصر الحالى لا يبشر بالخير خاصة أننا بالفعل شعبا يبحث عمن يحمله مشاكله وكوارثه وخطاياه، المهم أن يكون هناك من «يشيل الليلة»، شعب انتظر طويلا ولم يتحرك إلا بعد 30 سنة لكى يسقط حكم جلاديه، ثم ينام فى «الخط»، شعب لا يكمل مشوار كفاحه معتقدا أنه بخروجه فى مظاهرات أو إسقاطه أنظمة صنع «ثورة»، بالنسبة له، وهذا هو الوهم الذى «عشش» فى عقول المصريين منذ 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013. هذا هو واقع الشعب المصرى الذى يبحث عن منقذ لكل مشاكله حتى ولو كانت تافهة، ويجد فى السيسى هذا المنقذ وإذا كان هذا يعد شيئا جميلا أن يكون لدينا منقذ وبطل قومى ولكن أن يظل هذا البطل هو الذى يفعل ويفكر فهذا لن يخلق أمما وهو ما يجعل السيسى دائما يقول فى كل كلمة له إنه لا يعمل بمفرده ولكن يعمل مع شعبه وأن نهضة مصر لن تقوم إلا بعمل جماعى تشارك فيه كل المؤسسات.
ويجب أن نعترف أنه ومنذ نصر أكتوبر والشخصية المصرية ضائعة ما بين سلام مزيف مع العدو الصهيونى، وبناء وهمى لحضارة مصرية، والنتيجة أن شعب مصر الذى كان ينتظر أن يكون فى مقدمة الشعوب رفاهية وازدهارًا وتقدمًا، خاصة بعد نصر أكتوبر، فإن كل هذا لم يحدث، وظل هذا الشعب يبحث عن مشروع قومى يلتف حوله، ولكن ولأكثر من 30 عامًا خرج المواطن المصرى من دائرة اهتمام الحاكم، لكن ومنذ اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا للبلاد، والرجل يسعى ويحاول أن يقدم شيئًا لمصر، وبدأ بسلسلة من الإجراءات التى تحاول أن تدعم الاقتصاد الوطنى، ونجح الرجل إلى حد ما، ثم جاءت المفاجأة الكبرى التى ستعيد مصر إلى زمن المشاريع العملاقة مثل بناء السد العالى، وحفر قناة السويس، وحرب أكتوبر، تمثلت هذه المفاجأة فى تدشين مشروع محور قناة السويس، وبدء حفر قناة جديدة فهو سيجعل من مصر هونج كونج الشرق الأوسط، أو دبى العرب، خاصة أن المشروع هو أول المشاريع العملاقة منذ بناء السد العالى، وقبله حفر قناة السويس فى عهد الخديو إسماعيل، وهو ما جعلنا نرى طموح «السيسى» لا يختلف عن طموح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى بناء السد العالى، الذى تحدى فيه الاستعمار القديم متمثلًا فى فرنسا وإنجلترا، والاستعمار الجديد المتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية. والآن «السيسى» يعيد أمجاد مصر من خلال هذا المشروع الذى سيعيد لمصر دورها القيادى فى المنطقة، وينعكس هذا المشروع على الفقراء والعاطلين.