الإنسان المصرى القديم كان يزرع القمح والفول والذرة.
والإرهابى الحديث يزرع القنابل والذعر والهلع.
الإنسان المصرى القديم أحب الحياة، فكتب الشعر، وشيد المعابد، ورسم اللوحات، وصنع التماثيل.
والإرهابى الحديث يكره الحياة، ويحتقر الفن ويجهل الأدب.
أما الإنسان المصرى فى القرن العشرين فمازال يزرع ويحصد ويصنع ويرسم ويغنى!
بينما الإرهابى الحديث لم يتوقف عن ممارسة الحقد ضد الناس والمجتمع، فلا يتورع أن يضع قنبلة ليقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
إن الانفجارات التى وقعت أمس، الخميس، تؤكد أن جماعة الإخوان وأنصارها من الإرهابيين تصر على المضى قُدمًا فى طريق الانتحار، فماذا ستكسب هذه الجماعة المخبولة إذا زرعت قنبلة فى إمبابة أو المهندسين؟ وما أرباحها إذا فجرت أفرع شركة فودافون؟
هل تظن أن الناس ستنفض فورًا عن النظام، وتركض بحثًا عن الجماعة، وتخرج بالملايين لتطالب بعودة مرسى إلى كرسى العرش؟.. إذا كانت تعتقد ذلك، فهى لم تعرف أى شىء عن طبيعة المصريين ومزاجهم النفسى، وإذا كانت تظن أنها- بهذه القنابل- ستعطل الانتخابات، وتدمر السياحة، ويتراجع الاقتصاد، فيغرق الناس فى معاناة الحياة اليومية حتى يضطروا فى النهاية للقيام بثورة ضد النظام.. إذا كانت هذه الجماعة/ العصابة تعتقد ذلك، فهى أجهل من دابة!
للأسف لم تعرف الجماعة، ولا تجار الدين أن الشعب المصرى إذا شعر بخطر يهدد حياته لجأ فورًا إلى الضابط القوى الذى يشعر معه بالأمان، حتى لو اختلفوا معه حول بعض سياساته.
تذكر من فضلك كيف التف المصريون حول أحمس قبل أكثر من 3000 عام فى معركته ضد الهكسوس، وتذكر قطز والظاهر بيبرس فى حربهما على التتار، وتذكر كيف هرع المصريون إلى محمد على فى عام 1805 يطالبونه بتولى السلطة عندما شعروا بأن المماليك والإنجليز والفرنسيين يمزقون البلاد، وتذكر عرابى، وسعد زغلول، وجمال عبدالناصر المهزوم فى 1967، ومع ذلك خرج الملايين يطالبونه بالاستمرار فى موقعه لمواجهة الغدر الإسرائيلى.
أجل.. إنه الغدر.. أكثر الأشياء التى يكرهها المصريون، وقد احتمل هذا الشعب الطيب مظالم بلا حصر، لكنه لا يحتمل الغدر أبدًا، وما تفعله جماعة الإخوان وأنصارها من الإرهابيين يوضع فى لائحة الغدر الخسيس، ولم يذكر لنا التاريخ أن جماعة تحالفت مع الغدر استطاعت الانتصار على شعب يحب الحياة، بينما هذه الجماعة تزرع قنابل الموت!