كما قلنا وأشرنا بالإرهابيين فى داعش أو غيرها من التنظيمات الدموية ليست فى حاجة إلى من يسىء إليها أو يشوه صورتها، فهى تتكفل بهذا بالصوت والصورة، بل إن الإرهابيين الدواعش يتفننون فى أن يظهروا فى صور سيئة يبدون أقرب إلى صورة الكفار التى اعتدنا رؤيتها فى الأفلام التى تناقش فجر الإسلام، وبالفعل انقلبت الصورة وأصبح الدواعش يبدون أقرب إلى الصورة السينمائية لأبى لهب وأبى جهل، وباقى الكفار الذين كان الواحد منهم يبدو فى هيئة مزرية يقطع الخروف بيده ويشرب الخمر ويجلس مع الجوارى، وهى نفس الصور التى يحرص المدعو إسلام الداعشى وزملاؤه، على تصديرها. وهى صورة تطابق الكفار فى الأفلام قبل إسلامهم.
مع العلم أن أبا لهب أو غيره فى أفلامنا كانوا أخف دما، فضلا عن كوهنهم كانوا مجرد كفار غلابة مقارنة بالهيئة البشعة لدواعش هذا الزمان. فضلا عن كونهم كانوا كفارا لكنهم لم يكونوا بهذه الدموية والإجرام الخالى من الإنسانية. ثم أن أبا جهل والكفار كانوا يختلفون عن الصورة التمثيلية.
ومن خيبات الزمان وتراكمات فكر الصئبان، فيديو ظهر فيه داعشى بهيئة «أبولهب» وهو يخطب بصوت من أنكر الأصوات ليعلن أن النبى صلى الله عليه وسلم لو كان موجودا لانضم إلى داعش، وهى فرية تضاعف من ظاهرة المربض النفسى وتدفع بالفعل لتبنى فكرة أن الدواعش إما مجندون بالترامادول والبانجو أو أنهم مصابون بالفصام والصرع والضلالات. لدرجة أنهم يرون أن النبى صلى الله عليه وسلم يتبعهم وليس هم من يتبعونه. وبالرغم من هذا الضلال، فهذه الأقوال والأفعال، تدفع للظن أن داعش وأخواتها هى صناعة لنوع من العقيدة ينفذ أهداف صانعيها وهو يشبه الدين لكنه ليس كذلك.
هذا عن الدواعش، أما الأكثر إدهاشا ربما الدواعش الفكرية، وبعض من يحملون لقب داعية، يبررون الطائفية والكراهية والقتل، بطريق مباشر أو غير مباشر، مثل أسعد التميمى الذى أشرنا إليه من قبل، أو وجدى غنيم الذى يحاول هو الآخر لعب دور داعش، ومن حيث يريد الظهور كداعية، فإذا به يتحول إلى مكفرة آلية. لا يعطى نفسه مهلة ليحمى الدين من شرور أمثاله. ناهيك عن مذيعين وإعلاميين أو أنصاف دعاة، يلعبون نفس الأدوار بالرغم من أنهم كاذبون ومتاجرون وطلاب شهوات، يخدعون الأبرياء بكلام وقصص ضعيفة، بينما كل منهم داخله أبولهب.