سهير جودة

القمامة.. أموال على الأسفلت

الجمعة، 27 فبراير 2015 10:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
متى تدرك الدولة أن القمامة يمكن أن تتحول إلى مشروعات قومية و"بيزنس" يدر مليارات الدولارات سنويا ويوفر أكثر من 120 ألف وظيفة سنويا؟ فى مصر القمامة كنز مهمل بل وتتسبب فى كوارث بيئية ومظهر غير حضارى وغير إنسانى، مصر تنتج وحدها قرابة 17 ألف طن قمامة يومياً.. هذه القمامة الملقاة فى الشوارع هى أموال مهدرة ولكن إلى اليوم لا نجد من يتحمس لهذه المشروعات أو يحاول استثمارها، المؤكد أن الدولة تعلم أن الصينيين يقومون بتجميع هذه المخلفات وتكسيرها ثم تصديرها إلى هناك وعودتها إلى السوق المصرية فى شكل سلع تامة الصنع أسعارها مرتفعة، الصين مثلا تستورد قمامة من القاهرة بما يقرب من 5 مليارات جنيه سنويا تعود فى صورة منتجات بأضعاف أضعاف الرقم، ولعدم كفاءة نظام الجمع والفرز فى مصر تنخفض حتى الكميات التى يمكن تصديرها.

هناك دراسة علمية حديثة أجراها معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة تفيد بأن قمامة مصر من أغنى أنواع القمامة فى العالم وأن الطن منها ممكن يرتفع سعره إلى 6 آلاف جنيه لما يحتويه من مكونات هامة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة، حجم القمامة فى تزايد مستمر كل عام بسبب تزايد السكان وهو ما يوفر الخامة الأساسية لصناعة إعادة تدوير البلاستيك فمن المتوقع أن يصل حجم القمامة فى 2016 إلى 30 مليون طن وتلك الكمية توفر 9 ملايين طن من السماد العضوى بما يتيح زراعة 2 مليون فدان فى 2016، بالرغم من النظرة السلبية التى تلحق بكل من يعمل فى المهن المتعلقة بالقمامة فى مصر إلا أن هناك مجموعة من الشباب اختاروا هذا المجال خصيصا لما له من إيجابيات عديدة فى خدمة البلد أولا المظهر الحضارى وتنظيف الشوارع وفى نفس الوقت الاستفادة من القمامة وتحويلها إلى استثمار ومن ثم افتتحوا شركة تعمل فى هذا المجال ولكن بحوافز من أجل تشجيع الناس على المشاركة فى إعادة الفرز من المنبع وبالتالى رفع مستوى الخامات.الشباب ومن خلال المشروع الذى أطلقوا عليه green tec Egypt قاموا بتوزيع عدة ماكينات مخصوصة لجمع القمامة عبارة أربعة صناديق لفصل القمامة فتوضع مخلفات الطعام فى صندوق والبلاستيك فى صندوق والزجاج فى آخر وهكذا يتم جمع المخلفات وتكسيرها وتخفيف وزنها ثم إعدادها للتصدير.

الماكينة الذكية تحتسب نقاط للمستهلك.. النقطة مقابل القطعة يعنى زجاجة المياه المعدنية بنقطة.. علبة الكانز بنقطة وهكذا.. عندما يجمع العميل مائة نقطة يحصل على كروت شحن مقابل كل نقطة، كروت الشحن هى البداية وتنوى الشركة التوسع وتوزيع مبالغ نقدية. الشركة أيضا تقوم بتوزيع مكامر بيتية صغيرة الحجم توضع فيها مخلفات الطعام فتتحول إلى سماد زراعى يدر دخلا على صاحبه بدون رائحة أو أى ملوثات وبالتالى يمكن وضعه فى أى مكان وتشتريه الشركة من المواطن. الشركة تقوم أيضا بتأجير ما يشبه صناديق أو ماكينات فرز على الشباب بحيث يتحول إلى مشروع شبابى صغير يدر دخلا ويعمل فيه عشرة شباب، المشروع بدأ فعليا وتوجد الماكينات حاليا فى الإسكندرية والقاهرة فى بعض الأماكن وتنوى التوسع، باختصار إن القمامة يمكن أن تتحول إلى مشروع قومى حقيقى، وتكون حلا للبطالة بالإضافة إلى تحويلها من مصدر للقبح والأمراض إلى كنز ونبع للدخل القومى لا ينضب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة