عادل السنهورى

دواعش التتار يحطمون حضارة العراق

السبت، 28 فبراير 2015 10:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العالم يتفرج ويشاهد ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا وليبيا من مذابح للبشر وجرائم بشعة ضد الحضارة الإنسانية وشواهدها دون أن يصدر أى تحرك فعلى ضد هذا التنظيم الظلامى لحماية الآثار والتراث الإنسانى سوى التنديد والإدانة.

الصمت المريب من عواصم العالم الغربى والأمريكى على جرائم داعش ضد البشر هو ما يشجع هذا التنظيم المتعطش للدم والتدمير والخراب على التمادى فى ارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية، التى لا علاقة لها بالدين الإسلامى ولا بالأديان السماوية والفلسفات الأخرى.

الصور التى بثها تنظيم الدم و«سفراء جهنم» - كما يصفهم كتاب حديث للمؤلف عمرو فاروق - لاقتحام عناصر من التنظيم الهمجى الحاقد على الإنسانية والحياة متحف نينوى بمدينة الموصل وتحطيم عشرات التماثيل الأثرية الموجودة فيه يعود بعضها للقرن الثامن قبل الميلاد، تستحضر الذاكرة التاريخية المؤلمة للعرب لمذابح ومآسى وكوارث التتار فى بغداد بعد سقوطها فى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى، وما كتب عن حجم المأساة الإنسانية للتتار ضد الحضارة والتاريخ عندما أحرقوا آلاف المخطوطات والكتب التراثية والتاريخية والمؤلفات العلمية وألقوا بها فى نهر الفرات مع جثث آلاف العرب.

أنصار داعش هم أحفاد التتار الجدد فى المنطقة العربية التى تبتلى دائما طوال تاريخها بسفاكى الدماء وأعداء الحضارة والتاريخ. فلم يكتفوا بالقتل والتعذيب والتشريد والتهجير والسبى والخطف وقطع الرقاب، بل يحاولون الآن طمس تاريخ عريق لأقدم الحضارات فى العالم، مثلما فعل الأمريكان أثناء غزو العراق. فهو مخطط مرسوم لمحو الهوية التاريخية للمنطقة وبيع تراثها وآثارها على أرصفة أوروبا وأمريكا مقابل حفنة دولارات لشراء السلاح. بعيدا عن الإسلام والأديان السماوية التى تدين هذه الأفعال والجرائم البشعة.

هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام مهما تشدقوا بآيات واستندوا إلى فتاوى تبرر لهم جرائمهم الإنسانية ضد البشر والحجر، وقولهم الكذب «بأن هذه أصنام وأوثان لأقوام فى القرون السابقة كانت تعبد من دون الله» مردود عليه بأن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين وتابعى التابعين أثناء الفتح الإسلامى فى مصر وغيرها من الدول التاريخية مثل العراق والشام لم يمسوا آثار وحضارة تلك الدولة ولم يصدروا أية فتاوى لهدمها وتحطيمها، احتراما لحضارات الأمم السابقة. ولا مجال هنا للاستشهاد بالمزيد فهناك أهل الصفة والاختصاص القادرون على دحض ما يردده تيار الجهل والإظلام.

وبالتأكيد كلنا يتذكر أن فتاوى شبيهة صدرت فى مصر قبل 30 يونيو لتدمير الأهرامات وأبوالهول وتغطية وطمس التماثيل فى ميادين الإسكندرية والمنصورة.. لكن الله سلم وحفظ مصر وتاريخها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة