مؤمن محمد صلاح يكتب: استقراء المستقبل

السبت، 28 فبراير 2015 12:03 ص
مؤمن محمد صلاح يكتب: استقراء المستقبل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعلمنا قديما الاستقراء المستقبلى وهو عبارة عن التفكر فى المستقبل دون حمل همه بمعنى أن تخطط للمستقبل ولكن دون أن تعكر صفو حياتك بهموم المستقبل وكانت الإفادة من ذلك أن تنظر إلى الواقع الذى تعيشه وتضع خطط أفضل ولكن فى نفس الوقت تضع احتمال أن وضعك هذا يكون أسوء بمعنى أن تقول لنفسك ما أسوء شىء ممكن يحدث لو فعلت هذا الشىء، على سبيل المثال ماذا سيحدث إذا تركت هذه الوظيفة أو ماذا يحدث لو اشتريت هذا العقار وهكذا، وبالتالى تتعرض لصدمات أقل عندما يأتى المستقبل، هذه الطريقة ساعدتنى كثيراً فى حياتى لأنها ببساطة تجعلك مستعد لأى شىء ستقابله أن كان خيراً فتزداد فرحاً وإن كان سوءاً فستكون على استعداد لتقبله.

علم الإحصاء أهتم بهذا الاستقراء جيداً وهناك شىء يسمى (الاحتمال) وهذه الاحتمالات هى خيرات كثيرة عندما تختار احتمال يكون ناتجه مختلف عن اختيارك للاحتمال الثانى وهكذا، وساعد ذلك كثيراً على التنبؤ وهذا ليس محرما بالعكس فقد تكون فى حرب شرسة مع العدو ووضع أكثر من احتمال يساعد جداً على توقع أى شىء من العدو ووضع حلول مسبقاً لهذا وبالتالى تقل الخسائر وتزيد المنافع.

ونفس الفكر نستخدمه فى علوم البرمجيات تحت ما يسمى IF الشرطية بمعنى إذا فعلت كذا فيكون الناتج كذا والعكس وظهرت بعد جملة IF جمل كثيرة مثل Do While وUntil و Case وغيرها من الجمل التى تحمل الشرط مع نتائجه، وماذا يفعل البرنامج لو كانت الاختيار مختلف أو المدخلات متغيرة وهكذا.. وساعد ذلك على ابتكار الكثير من الحلول.

وهذا الاستقراء يفيد لمن يخطط المدن العمرانية الجديدة ولو استقراء المخططون القدماء بأن مثلا الطريق الذى عرضه عشرة أمتار لا يكفى لاستيعاب الناس والسيارات بعد ثلاثين عاماً لكان عمل على إعادة الاتساع لاستيعاب أكبر عدد لمدة كبيرة من الزمان وهذا من فوائد الاستقراء يساعد كثيراً على حل المشاكل والأزمات.

واستقراء المستقبل مفيد للجميع، للطالب والمعلم والطبيب والمهندس وجميع التخصصات بحيث أن كل واحد فى مجاله يفعل هذا الاستقراء وهذا الجدول التحليلى بحيث يستعد لكل الاحتمالات التى من الممكن أن تحدث وبالتالى يكون مستعد لتجنب الوقوع فى الخطأ وهذا كله لا يخالف حسن الظن بالله، فكن فى كل أحوال محسن الظن بالله ولا تنسى قول الإمام على رضى الله عنه بأن كل متوقع أت، وهذا هو ما سمى حديثاً بقانون الجذب بأن كل شىء إيجابى نفكر فيه يحدث لنا، وهنا أضيف لك بأنك تكون متوقع أى شىء وبالتالى ستكون مستعد لأى حدث وأى احتمال، فكن دائما متوقع الخير ولكن على استعداد ماذا تفعل لو حدث الأسوأ ومع وجود حلول وبدائل لديك.

وإلى لقاء آخر بإذن الله












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة